أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

تهديد إيران وتهديد جحا

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 26-02-2017


خرج جحا ذات يوم من المسجد، ولم يجد حذاءه، فوقف يصرخ أمام المسجد، وبدأ يهدد الناس بصوت عالٍ، وقال: «أقسم بالله إن لم تحضروا لي حذائي فسوف أفعل كما فعل أبي». فتجمع الناس حوله مندهشين، وسألوه: «ماذا فعل أبوك؟»، فقال مهددا: «أحضروا لي حذائي أولا وإلا أفعل كما فعل أبي». فخاف الناس منه، وأحضروا له حذاء جديدا، ثم سألوه: «قل لنا ماذا فعل أبوك؟» وأجاب جحا قائلا: «ذهب إلى البيت حافيا».
لما قرأت تهديد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، تذكرت هذه الطرفة. وكان قاسمي، في رده على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، قال: إن «لصبر إيران حدودا إزاء الاتهامات التركية»، مضيفاً أن «إيران لا ترغب بوجود تصريحات كهذه، وهي ستواصل صبرها على مثل هذه المهاترات».
ماذا قال تشاوش أوغلو كي يُغضب الإيرانيين؟ قال في كلمته بندوة «الأزمات القديمة والشرق الأوسط الجديد» على هامش المؤتمر الــ53 للأمن، الذي انعقد قبل عشرة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الأمن والاستقرار، واتهم طهران بالسعي وراء نشر التشيع في سوريا والعراق. وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ذكر قبل ذلك، في محاضرة ألقاها في المنامة خلال زيارته للعاصمة البحرينية، أن العنصرية الفارسية التي تستغل الطائفية تحاول تقسيم العراق وسوريا، في إشارة إلى سياسة إيران التخريبية في المنطقة، ودعا إلى التصدي لها.
ما قاله أردوغان في المنامة وما قاله تشاوش أوغلو في ميونخ، عين الحقيقة، لأن سياسة إيران التي توظِّف الطائفية بأبشع صورها، لتوسع نفوذها في المنطقة، واضحة كوضوح الشمس، ويعرفها القاصي والداني. وما المشلكة في الإشارة إلى هذه الحقيقة التي تشعل النيران، وتثير الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، والتحذير منها؟ بل يمكن القول إن المسؤولين الأتراك تأخروا كثيرا في الصدح بكلمة الحق في وجه ملالي ولاية الفقيه.
إن كان لصبر إيران حدود، فهل تظن طهران أن صبر تركيا ودول المنطقة التي تعاني من أذى الملالي بلا حدود أو أنها عاجزة عن الرد على التهديد الإيراني؟ إن كان كذلك فهي واهمة.
إيران تهدد إسرائيل منذ قيام الثورة الخمينية، وتتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الخريطة، كما تهدد الولايات المتحدة وغيرها من الدول. تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يوزعون التهديدات الفارغة يمينا وشمالا معروفة. ولذلك، لم يأت الناطق باسم الخارجية الإيرانية، حين هدد تركيا، بشيء جديد.
ثم ماذا ستفعل إيران إن انتهى صبرها؟ وما الذي لم تفعله حتى اليوم؟ هل ستحاول إثارة القلاقل والفوضى أم ستحرِّك خلاياها النائمة وميليشياتها الطائفية لتقوم بهجمات إرهابية؟ على ماذا تقدر غير ذلك؟ هل ستعلن حربا على تركيا؟ هي أجبن من أن تفعل شيئا كهذا وعلى قدر من الذكاء يكفيها لتدرك جيدا أن هناك خطوطا تجاوزها يعني نهايتها.
في زمن جحا، خاف الناس من تهديده وأحضروا له حذاء جديدا، لأنهم لم يكونوا يعرفون ماذا فعل أبوه. ولكن تهديد الجحا الإيراني لا يخوِّفنا اليوم على الإطلاق، لأننا نعرفه، ونعرف ماذا فعل أبوه.;