أحدث الأخبار
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد
  • 01:46 . بسبب الانتهاكات المتزايدة.. الإمارات تتراجع 15 مركزاً في مؤشر حرية الصحافة لـ2024... المزيد
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد

حوارات في نيويورك وواشنطن

الكـاتب : محمد صالح المسفر
تاريخ الخبر: 25-10-2016


غبت عن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من عشرين عاما، كنت متخوفا من زيارتها لأني كنت وما برحت شديد الانتقاد لسياساتها وتصرفاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية تجاه أمتنا العربية، فخشيت أن يلحق بي الأذى، انطلاقا من تجارب مررت بها في أكثر من مطار عربي لاقيت فيها ما لا يسر.

(2)

عقدت العزم وتوكلت على الله وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والقلق رفيقي، كنت في العادة أحمل معي مصحفًا في كل أسفاري إلى غير البلاد العربية، هذه المرة لم اصطحب المصحف خشية اتهامي بالانتماء إلى الحركات الإسلامية، أخليت جهاز الحاسوب الشخصي من كل نقد أو ما أعتقد أنه يمس السياسة الأمريكية، واشتريت هاتف جوال جديد لا يحمل اسم ولا عنوان، لأني قرأت نصيحة وزارة الخارجية الكويتية لمواطنيها المسافرين إلى أمريكا بأن يحرصوا على ما تحتويه هواتفهم من مادة قد تقودهم إلى دوائر الاتهام.

تقدمت عند وصولي مطار كندي في نيويورك إلى ضابط الجوازات وسلمت جواز سفري إليه ونبضات قلبي تتزايد، لم يسألني من أين أتيت، ولا عن عنواني في نيويورك ختم جوازي مؤذنا بشرعية دخولي أمريكا، الشك ما زال يخامرني، وقلت في نفسي سيكون الحساب عند استلام حقائب السفر، قدمت بطاقة البيان الجمركي لضابط الجمارك، نظر إليَّ وسألني هل تحمل ممنوعات في حقائبك قلت له، لا.

ختم على تلك البطاقة مشيرًا ببراءتي من حمل أي ممنوعات. ركبت السيارة متجها إلى الفندق لم يتحدث معي السائق كما هي عادة سائقي سيارات الأجرة في المطارات العربية، والذين معظمهم يعملون في الأجهزة الأمنية في معظم الدول العربية.

وصلت الفندق، واستقر بي الحال، ورحت أتأمل ما أصابني من عناء في مطارات عربية بعضها أذن لي بدخول بلاده بعد أن سامني سوء المعاملة، وبعضهم ردني على أعقابي تحت ذريعة أنني أشكل خطرا على أمن البلاد، كل ذنبي أنني كتبت يوما انتقد النظام السياسي في هذه الدولة أو تلك، والحق أنني لم أقل عن تلك الأنظمة العربية التي لم تجز دخولي بلادهم قولا قاسيا كما كنت أقول عن السياسة الأمريكية تجاه أمتنا العربية. قلت في نفسي النظام السياسي الذي يخاف من الكلمة ليس جديرا بأن يحكم.

(3)

في الأسبوع الماضي كتبت عن الأمم المتحدة في نيويورك وما يدور فيها من حبك أدوار تستهدف أمتنا العربية والإسلامية، واليوم أكتب من واشنطن، عن نشاط المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع واشنطن، وقد أتينا إليه في 21 / 10 في هذه الزاوية، حوارات أخرى مع المشتغلين بالهم العربي في واشنطن يقول أحدهم إن القانون الذي صدر مؤخرا (جاستا) في واشنطن ليس المستهدف منه المملكة العربية السعودية وحدها وإنما دول الخليج العربية صاحبة الاستثمارات والودائع المالية الأكثر في أمريكا، ولكن السعودية تأتي في المقدمة من الاستهداف، ويقول أحد المشتغلين بهذا الهم إن معظم النواب لم يقم بقراءة القانون، وإذا قرأ ذلك التشريع فإنه لا يعرف أبعاده ولهذا قدم مجموعة من النواب التماسا لإيعادة النظر في ذلك القانون عندما علموا مخاطره، وقد يتم تعديله وليس إلغائه في الإدارة الأمريكية القادمة. يقول رجل قانون إن الاتحاد الأورربي يدرس إصدار تشريع في هذا الاتجاه، وفيتنام والعراق ولو بعد حين، واليمن وما لحق بهم من خسائر جراء استخدام الطائرا ت (الدرون) بدون طيار لما تدعيه أمريكا محاربة الإرهاب في اليمن، ودول أخرى وهذا ما يخيف أمريكا اليوم، أنه جدل قانوني بين المتخصصين في كل بقاع الأرض اليوم.

دار حديث عن اليمن والحرب الدائرة على صعيده، يثير أحد المشاركين في تلك الجلسة سؤالا، لماذا أمريكا مهتمة بالضحايا الذين يسقطون نتيجة للحرب في اليمن وهم بالعشرات ولا يثيرها قتل أكثر من 400 ألف إنسان في سوريا على يدي النظام السوري وروسيا وإيران وتهجير أكثر من 8 ملايين سوري من قراهم ومدنهم، ولا يثيرون ضحايا العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، نعم كل قطرة دم عربية تسقط على الأرض خسارة كبيرة نحزن عليها ونتألم لجراحها. رد آخر على تلك التساؤلات بالقول الحرب في اليمن ليست حربهم أي حرب الغرب وأمريكا والنصر إذا تحقق ليس لصالحهم كما يعتقدون، وفوق هذا يريدون جيبا شاذا في اليمن يستدعونه لابتزاز السعودية في قادم الأيام، ولن يجدوا أفضل من الحوثيين، ولهذا تعمل الإدارة الأمريكية على حماية تلك الفئة وتمكينها في الشأن اليمني، أما الضحايا من الفلسطينيين فلا سائل عنهم بما في ذلك السلطة الفلسطينية لا يثيرها عدوان إسرائيل على المواطنين الفلسطينيين حتى ولو كان قتلا.

(4)

الانتخابات الأمريكية على أشدها والشأن العربي الإسلامي أحد أهم محاورها يورد أحد المشاركين في حوارنا أقوال المرشح ترامب عن (إي. إس. إس) الدولة الإسلامية أنها صنيعة الإدارة الأمريكية الديمقراطية، وأن المرشحة للرئاسة هلاري كلنتن تعلم ذلك، التقف هذه الفكرة أندرسون وقال يذكرني بقول برجنسكي عندما كان المسؤول عن الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر والذي مؤداه "أن المعونات العسكرية الأمريكية للإسلاميين في باكستان بدأت قبل تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان"، ومن هنا قال بدأت الحركات الإسلامية تنشط والمجاهدين تداعوا بتشجيع أمريكي إلى أفغانستان لمحاربة الشيوعية، فلما سقطت الشيوعية التفتت جحافل الجهاديين المسلمون لمحاربة الغرب، إذن، نحن من أسهم في خلق تنظيم القاعدة والذي تحول اليوم إلى تنظيم الدولة الإسلامية أنه إنتاج حزب الديمقراطيين. وقال أمريكي آخر: العرب حلفاء لنا نستخدمهم متى ما شئنا، ونصنفهم أعداء حسب حاجتنا وحسب مصالحنا، نحن نحميهم بإرادتنا، ونعتدي عليهم، أو نسلط عليهم آلتنا الإعلامية الرهيبة بإرادتنا، وراح يؤكد أن أظافر كثيرة ستقلم في الشرق الأوسط، وقد نتهور فنبتر أصابع.

آخر القول: قلت في نفسي هل يدرك حكامنا ما يحاك ضدهم وما يحاك ضد أمتنا العربية وسيادتنا؟ أتمنى أن يدركوا بأنه لا حاميا لهم إلا شعوبهم إذا أحسنوا معاملتهم، ولابد أن يدركوا ذلك قبل فوات الأوان.