أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

بائع الكتب في بلاد تحترق!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-07-2016


الحديث عن رجل أنيق وشهم ومتعلم، يجيد التحدث باللغة الإنجليزية، ويبيع الكتب في كابول، يبدو غريباً بعض الشيء حينما يتعلق ببلد كأفغانستان، وبمدينة على شفا الانهيار والبؤس كـ(كابول)، حينما شاع اسم وحكم طالبان، والمآسي التي ارتكبها خريجو المدارس الدينية الذين أعادوا أفغانستان قروناً للوراء!

الكاتبة النرويجية آسني سييرستاد عاشت مع بائع الكتب هذا في منزله ووسط عائلته الكبيرة عدة أشهر، كانت كفيلة بتأليف كتاب سجلت فيه الأحداث من دون أي ترتيب أو تصنع، كانت تكتب بتلقائية تامة عن نوعية هذه الحياة وتفاصيلها العابرة، لقد اكتسبت كتابتها هذه أهميتها من عاديّتها وتلقائيتها أولاً، ومن كونها رصداً واقعياً وحقيقياً لحياة عائلة متوسطة الحال تعيش ويلات حكم طالبان، بينما يبيع عائلها الكتب التي غالباً ما تتعرض للحرق والتمزيق والمصادرة بشكل دوري من قبل جنود أميين جهلة!

تصف آسني سييرستاد حياة سلطان خان وهو يقاد للسجن من قبل جنود أميين جاؤوا لتفتيش مكتبته، وتطبيق القرار الصادر ضده باعتباره يبيع كتباً تحتوى صوراً لكائنات بها روح، وهو ما لا تبيحه طالبان، ناهيك عن الكتب التي تروج للفحشاء والمنكر والأفكار الكافرة! وعلى هذا الأساس مزقت كتب المكتبة واقتيد الرجل لوزارة (الفضيلة) ليتم التحقيق معه، وفي المساء أشعلت نار ضخمة ليتم إلقاء الكتب المضللة فيها، هكذا حكمت طالبان أفغانستان، كان كل ما يعنيهم شكل لباس الرجل ولباس المرأة والمحرم الذي يرافقها، والصور والتماثيل التي يجب أن تحرق وتحطم، أما تاريخ أفغانستان وتراثها فلا علاقة لطالبان به، وهذا ما كان سلطان خان (بائع الكتب في كابول) يحاول إخفاءه عن أيدي وأعين حراس الفضيلة لدى طالبان!

إن الاعتقاد بأن أفغانستان كانت طوال تاريخها بلداً متخلفاً، اعتقاد خاطئ تماماً، فالصور التي يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت لأفغانستان زمن الحكم الملكي، وقبل سنوات الغزو والحروب وطالبان، تدل دلالة واضحة على وجود دولة عصرية متحضرة بكل ما للكلمة من معنى، مدارس، مشافي، مواصلات، ونساء يعملن ويتنقلن بمنتهى الحرية، أما البؤس الذي تظهره صور الأخبار العاجلة اليوم عبر الفضائيات، فهو نتيجة منطقية لعقود من الحروب والصراعات والتدخلات العالمية، وهي النتيجة نفسها التي نقرأها في المشهد العراقي الراهن والسوري والليبي وغيره، هناك بلدان أفرغت من محتواها الحضاري وحمولتها المتطورة لتزج في غيابة الجب، جب طالبان والقاعدة وداعش، لأسباب يعلمها اللاعبون الدوليون وتجار السلاح والحروب!