أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

ثقافة العمل الخيري

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 02-07-2016


ليس هناك من شك في الأهمية التي يحظى بها قطاع العمل الخيري في تنمية المجتمع وحل مشكلاته لاسيما مشكلة الفقر الذي يمثل اليوم أحد مصادر المعاناة في العالم العربي وخارجه، والتاريخ الإسلامي يبين لنا أن العمل الخيري كان له دور مؤثر خلال العصور السابقة في علاج الفقر والبطالة وإغاثة المحتاجين والمساكين، كما ساعد في نشر التعليم وتشييد المدارس ودور الثقافة ونشر الدعوة الإسلامية خدمة لتنمية الفرد والمجتمع، كما لعب هذا القطاع دوراً مؤثراً على مر التاريخ في الحفاظ على هوية الأمة وتأمين وضعها داخلياً وخارجياً، وكان للأثرياء والمقتدرين الدور الأساسي في تمكين هذا القطاع من أداء دوره حيث يحكي لنا التاريخ أن بعضهم أنفق كل ما يملك لخدمة هذا الهدف، ففي غزوة «مؤتة» احتاج المسلمون إلى تجهيز الجيش فجاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ما يملك فقال له الرسول: ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟ فأجاب: أبقيت لهم الله ورسوله. وفي عام المجاعة جاءت قافلة من الشام لعثمان بن عفان رضي الله عنهم تضم ألف بعير محملة بالسمن والقمح وكل ما يحتاجه الناس، فأسرع إليها التجار ليشتروها منه وقد دار بينه وبينهم حوار طويل انتهى بأن قال لهم عثمان: إني وجدت من يعطيني أكثر منكم، وجدت الله يعطيني ربحاً على الواحد عشرة إلى سبعمائة ضعف، أشهدكم أني بعتها لله وأنها صدقة على المسلمين. وكانت عائشة رضي الله عنها كثيرة الصدقات وقد تصدقت مرة بمائة ألف درهم وليس عليها إلا ثوب خلق. وتصدق عبدالرحمن بن عوف، رضي الله عنه، الذي كان نهراً متدفقاً بالجود والعطاء، بماله كله أكثر من مرة حتى أنه كان يكتب قائمة بتوزيع ما عنده من ثياب ومتاع على إخوانه المحتاجين قبل أن ينام، ثم ينزل إلى السوق وليس له إلا ثوبه الذي يلبسه.


إن هذا الدور الكبير والمهم الذي لعبه أصحاب الثروة على مر التاريخ تأثر كثيراً، ولم يعد أصحاب الثروة مثلما كانوا في السابق بعد أن تراجعت عندهم ثقافة البذل والعطاء وقوة الوازع الديني، وأصبحت المصلحة الخاصة تتفوق عندهم على مبدأ المصلحة العامة.

ما يحدث في الغرب من تهافت الأثرياء على إنفاق ثرواتهم في العمل الخيري هو اقتباس صريح لما كان يحدث في تاريخنا الإسلامي، حيث أصبح القطاع الخيري هناك يعتمد بصفة أساسية على أموال الأثرياء، ويكفي هنا أن أشير إلى بعض الأمثلة: «وارين بافيت» الذي قدرت ثروته في عام 2007 بنحو 62 مليار دولار خصص منها 83% لدعم الأبحاث الطبية ومساعدة الفقراء والمرضى وتشجيع التعليم والتنمية في البلدان الفقيرة وفلسفته في ذلك أن الثروات التي تتدفق من المجتمع يجب أن يعود جزء كبير منها إلى المجتمع ليستفيد منها. وبيل جيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» الشهيرة خصص غالبية ثروته لأعمال الخير وتفرغ من أجلها، وفلسفته في ذلك أن «وهب المال أصعب من صنعه». والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أصدر كتاباً عنوانه: «بالعطاء لكل منا أن يغير العالم» تحدث فيه عن تجربته في العمل الخيري، وسبب توجهه إليه حيث يقول: «عندما غادرت البيت الأبيض، أدركت أنني أريد تمضية ما بقي من حياتي وأنا أكرس وقتي ومالي وخبرتي في بذل جهود تمكنني من إحداث فرق ما في هذه الحياة فأردت أن أساعد على إنقاذ حياة الناس ومعالجة القضايا الكبرى ومنح عدد أكبر من الشبان فرصة لتحقيق أحلامهم..

إن من دوافع المتبرع الغربي لهذا السخاء الداعم للخير أن التطور الحضاري الذي يشهده الغرب في كل المجالات لا تصلح معه المعالجة الفردية والسطحية، بل العمل الخيري المؤسس، الذي أصبح ضرورة تفرضها الاستجابة لتلك الأشكال المعقدة، فهل يُعاد النظر في العالم الإسلامي في مفهوم العمل الخيري، بحيث نُحيي سنته كما كان في السابق.