أحدث الأخبار
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد

مزاج الكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-04-2016


يمكنني القول بعد كل هذه التجربة الطويلة - نسبياً - إن الكتابة التزام حقيقي ومكلف، لا يقيدك لكنه يصادر بعض حريتك في التعامل الاعتيادي او الفوضوي مع الظروف والضغوط، يجعلك أكثر ارتباطاً بغيرك، وأشد انتباهاً وحساسية، أتحدث هنا عن الكتابة اليومية، عن كتابة المقال الملتزم في صحيفة ذات خط ملتزم ورصين، وهنا فإن المشتتات التي يمكن أن تطرأ على الكاتب كما تطرأ على عموم البشر هي واحد من أعداء الكتابة التي على الكتاب أن يواجهوها بالانتصار عليها وليس بالاستسلام لها!

الكتابة ليست قيداً، أفضل وصفها بالالتزام وليس القيد، الكتابة في حقيقة الأمر تحرر الكاتب وتطلق له العنان ليعبر عن نفسه وعن الآخرين، وتمنحه الكثير من اتساع الأفق كما تكسبه ارضية صلبة من العلاقات والتحركات بحثاً عن المعلومات والأخبار والأفكار، تمنحه الكتابة هوية واضحة وصلابة في إبداء الرأي والكثير من القبول الاجتماعي.

كونك كاتباً ليس بالأمر الهين او العادي الذي يمكن أن يمر هكذا ببساطة، أن كونك كاتباً وإن كان لا يجعلك زعيماً أو نجماً كالمطربين ولاعبي كرة القدم، ولا يرسم فوق رأسك هالات القديسين كما تظهر في الرسوم القديمة، إلا أن وصف كاتب حين يتبع اسمك يجعل ذلك الاسم مثار انتباه او اهتمام بلا شك واحياناً محل غيرة أو توجس أو خوف وحذر، نعم قد لا يمر اسمك مرور الكرام لكن هذا لا يعني انه يمر كموكب أمير أو قائد عسكري مبجل، فكثيرون في أوطاننا ما زالوا يخافون من الكتابة والكاتب، أولئك الذين حذرتهم مؤسساتهم وأمهاتهم وربما زوجاتهم من الكلام مع الصحفيين والجلوس معهم، أولئك الذين يخشون الحقيقة هم أحد مشتتات الكاتب والكتابة معاً!

ماذا يشتت مزاج الكاتب والكتابة؟ كل ما يخرج الفكر والتفكير من وضعه الهادئ الذي اعتاد عليه الكاتب، قد يكون ظرفاً طارئاً عليه، قد يكون الطقس مثلاً او المرض، وقد يكون مما يحيطه من بشر وعلاقات وتشابكات واشتباكات. إن خلافاً مع صديق يعتبر مشتتاً لمزاج الكتابة، وحدوث مشكلة في محيط الأسرة، والتنقل اليومي، والالتزامات الاجتماعية، والحزن والكآبة والسفر والملل. الى ما لا نهاية له من المشتتات التي يمكن للإنسان العادي أن يستسلم لها حتى تزول تلقائياً، أما الكاتب فعليه دوماً أن يمتلك قدرة الفصل بين الكتابة كالتزام مهني وبين المشتتات التي تحدث خارجه!

ليس عليه أن يكون حجراً او آلة بلا شعور، فهو إنسان في خاتمة النهار، ينتابه الشعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء من حوله، تهاجمه ذكريات الطفولة والحياة، يعيش الإخفاقات والصراعات ويعاني ضغط متطلبات النفس والوجود، إلا أنه في النهاية عليه أن يكتب وأن يعتاد على القفز فوق حواجز المشتتات كلها، هذه لياقة عالية ذات كلفة كبيرة تكسبه إياها الخبرة والتجربة وسنوات العمر والمهنية والالتزام!