أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

الاستشفاء بالكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-03-2016


الكتابة ليست فعلاً مسطحاً أو أحادي التأثير، فللكتابة تأثيرات مختلفة، حيث يكتب البعض حباً في الإفصاح عن موهبته وأفكاره، ورغبة في إيصال رسائل محددة للآخرين، ذلك - في الحقيقة - بعدٌ أفقي يشترك فيه كثير من الكتّاب، كما أن الكتابة كانت على الدوام شكلاً من أشكال المقاومة أيضاً، وذلك بعدٌ عمودي يرتفع بالأفكار ليكون حاملها والمدافع عنها..

وهناك تيار حديث ظهر في إطار علم النفس ينظر للكتابة باعتبارها طريقة من طرق العلاج يسميها الاختصاصيون (الاستشفاء بالكتابة) حين يطلبون من الإنسان أن يفرغ كل أفكاره بكل دقائقها وتفاصيلها التي تؤرقه على الورق، وتحديداً تلك التفاصيل المزعجة، المؤلمة، الضاغطة، والمتغلغلة في الدماغ والمسيطرة كهواجس دائمة على النفس!

يقول الاختصاصيون والكتّاب الذين عاشوا تجربة الاستشفاء بالكتابة، إنهم كانوا يشعرون بالراحة فعلاً، وبأن تلك الأفكار التي تحتل أدمغتهم وتؤرقهم تخرج تباعاً مع كل جملة وكل كلمة يكتبونها، وهنا نستحضر تجربة مدرسة الكاتبة الفرنسية »آني إرنو« وتحديداً في روايتها »الاحتلال« التي لم تتجاوز الـ60 صفحة ربما في ترجمتها العربية، لكنها بحق تعتبر أوضح نموذج لتجربة العلاج بالكتابة، كما روتها بنفسها!

»الاحتلال« رواية قصيرة، مكثفة، خالية من الزينة اللفظية والثرثرة الفارغة على حاشية النص، فـ»آني إرنو« تذهب للهدف مباشرة منذ الصفحات الأولى، إنها امرأة ناضجة تماماً تقرر بمحض إرادتها أن تنفصل عن الرجل الذي ترتبط به، تقول بأنها أرادت أن تحيا وحدها وتستمتع بالحياة دون آخر يشاركها أي شيء..

وقد حصل ما أرادت، لكنها بمجرد أن تعلم بأن هذا الرجل ارتبط بامرأة أخرى، فإن حالة مختلفة تتلبسها وتسيطر عليها، حالة أشبه بفقدان التوازن والتفكير خارج حدود المنطق، والتصرف بشكل أقرب للحماقة والسخف، لقد دخلت في دوامة مرضية تفاوتت بين الشعور بالندم والفقد والغيرة والعشق المفاجئ!

صار تفكيرها منصباً على تلك المرأة، كيف هي، وماذا تلبس، وما مقاس حذائها، صارت تجري محادثات مع سكان البناية التي تسكنها تلك (الأخرى) علّها تسمع صوتها، كانت تموت غيظاً لأن فرشاة أسنان رجلها في نفس الكأس التي فيها فرشاة المرأة الأخرى، وأنهما يشاهدان القناة التي لا تظهر عندها، لقد مارست طقوساً غرائبية لإيذاء غريمتها، ولم ينقذها من حالتها تلك سوى الكتابة، تقول آني إرنو »لقد احتلتني تلك المرأة، ولم يخلصني منها إلا الكتابة التي أحسست بأنها أخرجتها من رأسي فعلاً«. صارت تكتب مشاعرها ويومياتها والأفكار والهواجس، متخيلة المآلات التي يمكن أن تنتهي إليها تلك المرأة، وتدريجياً أحست بأنها تحررت من احتلالها بشكل نهائي!