أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

ليست مجرد صورة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-03-2016


تبدو الصورة في ظاهرها اختراعاً بسيطاً ومتواضعاً، يتم التقاطها في أقل من ثانية من الساعة، فضغطة زر لا تكاد تسمع تجمد الزمان والمكان في حيز صغير وتحبسه فيه إلى ما شاء الله، إلى أن تبهت الصورة أو تضيع ربما أو يتخلص منها صاحبها لسبب أو لآخر!

بخلاف ذلك، تظل الصورة شاهدة على شخوصها والحدث الذي تمثله، هكذا تبدو الصورة للوهلة الأولى: اختراع جميل من ضمن آلاف الاختراعات التي نتعامل معها باعتيادية تامة، وكأننا ولدنا وهي بين أيدينا، أو ولدت مع الإنسان حينما كان، بينما تقول الحكايات إن الصورة واحدة من محاولات الإنسان الحثيثة والمضنية التي بذل لأجل تحقيقها الكثير من الوقت والمال.

وقد مرت الصورة بمراحل ورافقها تطور مواز لآلة التصوير الضوئي، مازج بين علم الفيزياء والضوء وعلم الكيمياء، تقنيات مختلفة تضافرت كي تضع بين أيدي الإنسان المعاصر أشكالاً مختلفة من آلات التصوير والصور وملحقاتهما، بدءاً من الصورة التي كانت بالأبيض والأسود إلى الصور الملونة وما يتم إدخاله عليها من تغيير لا يمكن تصور مداه.

من يمكنه اليوم أن يدعي أنه يمر عليه يوم دون أن يلتقط فيه صورة أو أكثر، لقد أصبحت الصورة واحدة من وسائل الاتصال الإنساني، لذلك أصبحنا نستخدم الهاتف النقال كآلة تصوير أكثر من كونه وسيلة تواصل، كما أصبحت الصورة لغة مشتركة بين شعوب العالم، بل وأكثر من ذلك.

أصبحت الصورة خطيرة جداً إلى درجة أن أصدرت لها قوانين شرف تقنن استخدامها بطريقة أخلاقية، بحيث لا توظف ضد أي شخص، فلا يجوز اختراق خصوصية أحد بصورة مباغتة، كما لا يحق لأي كان أن يلتقط صورة لطفل ما بغرض استخدامها لأي سبب دون استئذان ولي أمره.

نعم، لم تعد الصورة شكلاً من أشكال التسلية بعد أن ثبتت خطورتها وقدرتها على اختراق أكثر الأسرار والخصوصيات خطورة.

على المستوى الفردي، فإن للصورة ذاكرة حميمة تعيد المتأمل في تفاصيلها ووجوه من فيها إلى ذكريات وأيام وأحداث مضت، يحمله الحنين إلى معاودة النظر فيها وإخراجها من محافظها القديمة، بهذه الحميمية تشكل الصورة ذاكرة فرد.

وقد تشكل أيضاً ذاكرة جماعة أو أمة، قد تقبض على لحظة تاريخية فارقة ومفصلية، بعض الصور رسمت حدوداً جديدة بين ما كان قبل التقاطها وما حدث بعد ذلك، صور تحطيم جدار برلين أنتجت عالماً آخر في أوروبا، وصورة تحطيم تمثال صدام حسين أنتجت عراقاً مختلفاً، وصورة.. وصورة.. صور كثيرة لم يعد العالم كما كان قبل التقاطها.

الصورة ليست اختراعاً بسيطاً، بل واحد من أعظم اختراعات البشرية.