أحدث الأخبار
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد

"الجارديان": الإمارات تُعذب أمريكياً لرفضه العمل مخبراً لـ FBI

لندن – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-03-2015

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن واقعة تعذيب مواطن أمريكي في أبوظبي لصالح الـ"أف بي آي" لرفضه أن يكون مخبراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في مسجده الذي يقع في ولاية أوريجون.
وأفادت أن الرجل المسلم هو "أريتري" الأصل أمريكي المولد يبلغ من العمر 36 عاماً يدعى "يونس فكري" ويقاضي "مكتب التحقيقات الفيدرالي واثنين من وكلائه ومسؤولين أمريكيين آخرين بتهمة وضعه على قائمة الممنوعين من السفر في الولايات المتحدة - قائمة بأسماء إرهابيين مشتبه بهم ممنوعين من الرحلات التجارية - للضغط عليه للتعاون. وعندما لم يفلح الأمر، اعتقله مكتب التحقيقات الفيدرالي وحقق معه ومارس بحقه تعذيبا استمر لــ 106 يومًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المشكلات بدأت مع «فكري» بعد وقت قصير من سفره إلى الخرطوم لتأسيس أعمال تجارية في مجال استيراد الإلكترونيات، إذ لا يزال له أقارب في السودان بعد أن فرت عائلته إلى هناك عندما كان طفلا فترة الصراع في إريتريا، موضحة أن عائلة «فكري» وصلت إلى كاليفورنيا كلاجئين عندما كان في الــ 13 من عمره، وانتقل إلى بورتلاند في عام 2006، حيث عمل في شركة للهاتف المحمول.

التحقيقات في الخرطوم
وأوضحت الصحيفة أنه وبعد فترة ليست طويلة من وصوله إلى العاصمة السودانية الخرطوم في يونيو 2010، ذهب «فكري» إلى السفارة الأمريكية لطلب المشورة من القسم التجاري، وبعد يومين وُجهت له دعوة لما قيل إنه لقاء لمواطني الولايات المتحدة بشأن الوضع الأمني. وبدلاً من ذلك، فقد وجد نفسه في غرفة صغيرة مع اثنين من الرجال.
وأضافت الصحيفة البريطانية عن «فكري» قوله: "لقد سحبوا شاراتهم، وأخبروني بأسمائهم، وأنهم من مكتب بورتلاند التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي"، لقد كانا العميلين «ديفيد نورديلوس» و«جايسون دونداس» المنتميان إلى قسم مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي في بورتلاند، أصاب «فكري» حالة من الشك فورًا بسبب خداع العميلين له لاستدراجه إلى السفارة.
ويضيف «فكري» لـ"الجارديان": "قالوا: نحن فقط نريد أن نسألك بعض الأسئلة. بادرت على الفور بالتذرع بحقي بوجود محام، ما دفعهم ليستخدموا معي لهجة تهديد". ويتابع: "أنه بات واضحا بسرعة أن العميلين يريدا معلومات حول مسجده في بورتلاند، مسجد الصبر".
وتشير إلى أن مسجد الصبر يعد هو الأكبر في ولاية أوريجون، ولفت انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد وقت ليس ببعيد من أحداث 9/11، كما أنه وفي عام 2002، وقبل أربع سنوات من وصول فكري إلى بورتلاند، وُجه إلى سبعة أعضاء من المصلين اتهامات بمحاولة السفر إلى أفغانستان للانضمام إلى حركة طالبان، وصدرت أحكام بالسجن بحق ستة، بينما قُتل السابع في أفغانستان.
وتلفت الصحيفة إلى أنه وفي أواخر عام 2010، تم اعتقال الأمريكي الصومالي «محمد عثمان محمود»، وأدين في وقت لاحق بتهمة التآمر لتفجير شجرة عيد الميلاد وسط مدينة بورتلاند، وسط مزاعم بأنه كان فخ من «إف بي آي». وكان يصلي أحيانا في مسجد الصبر.
ويقول "فكري" أنهه اعترف بلقاء "محمود"، لكنه قال إن الأمر لا يعدو كونه تعارفًا عابرًا، وأنه كان غادر إلى السودان قبل شهور من تدبير المؤامرة أو تدخل مكتب التحقيقات الفدرالي. وعندما تردد فكري في الرد على أسئلتهما، أُخبر أن اسمه تم وضعه على «قائمة حظر الطيران» الأمريكية.
ويذكر "فكري" بعض الأسئلة التي وجهها لهم قائلاً: "سألتهم: لماذا أنا على قائمة حظر الطيران بعد أن تركت البلاد؟ هل تفعلون ذلك هذا لإجباري على العمل معكم"، هكذا واصل "فكري" سرده لقصته، "قالوا إن هناك قضية في بورتلاند وأرادوا مساعدتي.. سألت: ما هي تلك القضية المتعلقة؟ قالوا: لسنا مخولين بالحديث عن ذلك. عليك أن توافق على العمل معنا، وإذا وافقت فسنخبرك". وأخبرهم "فكري" أنه سيرد على الأسئلة حول المسجد، لكنه لن يوافق على العمل كمخبر لحسابهم.
ووفقاً لـ"فكري" فقد تم استجوابه بغرفة مظلمة وتم سؤاله عن "موضوعات خُطب الجمعة"، وتلخصت رواية مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاصة بالاستجواب في وثيقة سرية مكتوبة صدرت في وقت لاحق خلال نفس الأسبوع، وتم وضع علامة «سري» عليها. لقد قاموا بحجب ذلك بشكل كبير، ولكن ادعاءات "فكري" بأنه تم استدراجه إلى السفارة بحجج واهية يبدو أنها مؤكدة، وبعد أن اصطُحب إلى الغرفة المقابلة أبلغه العميلين بهويتهما الحقيقية.
 وتكشف وثيقة أظهرت جزءا من الاستجواب ركز على المعاملات المالية، بما في ذلك محاولته لفتح حساب مصرفي في دبي، والذي قال "فكري" إنه يحتاج إلى القيام بأعمال تجارية في المنطقة، كما تم سؤاله إذا كان يعرف أي شخص على صلة بالإرهاب الدولي، فأنكر أي معرفة بأي شخص يحاول تدريب أو الذهاب للتدريب على الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة أو مصالحها»، بحسب الوثيقة التي أضافت «وافق فكري على المساعدة وذكر أنه بصراحة لا يعرف أي شخص يحاول مغادرة الولايات المتحدة لحضور أي تدريبات تتعلق بالإرهاب».
 لقد وافق "فكري" على العودة لمزيد من الاستجواب في اليوم التالي.
ويذهب مستطرداً: «قلت موافق لأني أردت الخروج من هناك. وفي اليوم التالي اتصلت بديفيد نورديلسون وقلت له: أنا أهدر وقتك، وأنت تضيع وقتي. أنا لا أنوي العمل لحسابكم أيها الرجال. لقد غضب غضبا شديدا وقال: تقصد أن تقول لي أنك لا تريد العمل معنا؟".
ويوضح أنه وبعد نحو أسبوعين، تلقى رسالة بالبريد الالكتروني من «نورديلسون»، وجاء فيها: «القضايا الخاصة بك تُنظر الآن، والخيار لك. إنه الوقت الذي تساعد فيه نفسك». وكان ذلك أخر ما وصله من المحققين الفدراليين.

الاعتقال في الإمارات

ويفيد «فكري» أنه أدرك أن الهدف الوحيد من وضعه على قائمة حظر الطيران إنما للضغط عليه ليس لأنه كان يمثل تهديدا إرهابيا.
وتقول "الجارديان": "قرر يونس فكري الانتقال لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد التحقيقات بأسابيع حيث أسس لنفسه تجارة في الإلكترونيات بمساعدة مالية من أسرته في ولاية كاليفورنيا، ومرت شهور. وفي يونيو 2011 ألقت الشرطة المحلية القبض عليه".
ويكشف "فكري" تفاصيل الاعتقال في الإمارات بالقول:«لم أكن أعرف ما كان يحدث حيث أخذوني بعيدا في اليوم التالي، وعندها عرفت أن الأسئلة متعلقة ببورتلاند أوريجون. في البداية حافظت على قول واحد: أنا أمريكي، وأحتاج المحامي الخاص بي، أريد سفارة بلدي. قالوا لي: الحكومة الأمريكية لا تهتم لأمرك، ثم بدأوا يسألون، أخبرنا عن ما يحدث في بورتلاند. لقد كانت نفس أسئلة التحقيقات الفيدرالية في السودان حول مسجد الصبر هي التي واجهتها مجددا في الإمارات العربية المتحدة".
وتوصل «فكري» بسرعة إلى أن الولايات المتحدة لها يد في اعتقاله، إذ يضيف «بدون شك هذا كان بتحريض من مكتب التحقيقات الفيدرالي. لماذا تسألني الإمارات العربية المتحدة عن هذا المسجد بعينه في بورتلاند»؟ لقد كانت تلك بداية أشهر من الاستجواب.

تعذيب بشع

ويتابع القول للجارديان: لـ"لقد رفضت الإجابة على الأسئلة، ومن ثم بدأ الضرب"، هكذا وصف "فكري" ما دار معه مستطردا في الوصف: "لقد بدأوا باللكمات والصفعات. وحينما تعبوا من ضربي أحضروا خراطيم المياة، كانت 3 خراطيم، استخدموا الخرطوم الناعم في محاولة خنقي، لقد طرحوني أرضا وضربوني على باطن قدمي، كما ضربوني على الظهر باستمرار".
ويقول: "إذا توقفوا عن الضرب يجعلونك تقف لمدة ثماني ساعات مع يديك المرفوعة عاليا، لقد كان الضرب أفضل بكثير من الوقوف". واستمر التعذيب حتى عندما كان وحيدا في زنزانته في الليل.
ويذكر الأمريكي للصحيفة البريطانية: "كنت نائما على البلاط البارد جدا. ولم يكن للجسد أن يتحمل هذا البرد بالإضافة إلى الضرب. وهو ما جعلني أقرر الإجابة على أسئلتهم".
ويبيّن أنه بعد ثمانية أسابيع من المطالبة برؤية شخص من السفارة الأمريكية، تم إخبار يونس فكري بأنه سيؤخذ لمقابلة الديبلوماسي الأمريكي، لكنهم حذروه من عدم قول أي شيء حول تعرضه للتعذيب، وإلا فسوف يؤجل إطلاق سراحه الذي وُعد أنه سيكون خلال أيام. وجد "فكري" نفسه جالسا أمام امرأة عرفت نفسها بأنها «مروة» ولم تزد.
يضيف فكري "لقد بدا علي أني شاحب ولا أكاد أقوى على الوقوف. فقدت الكثير من وزني. أردت أن أخبرها عن الوضع، ولكن شعرت وكأني قريب جدا من حريتي، يومين فقط، ربما ثلاثة أيام، لقد كنت قد تعرضت للتو للضرب على مؤخرتي، وإذا أخبرتها فربما يطول بقائي هنا".
وتنوّه الجارديان أن «فكري» سألها لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا لترد عليه الولايات المتحدة على الرغم من كونه مواطن أمريكي. أخبرته «مروة» أنهم يبحثون عنه بجدية. وقد علم لاحقا أنه كان محتجزا وفقًا لتعليمات من السفارة الأمريكية.
وفي هذا الصدد أكدت وزارة الخارجية أن الدبلوماسي الأمريكي زار «فكري» حينما كان محتجزا في دولة الإمارات العربية المتحدة بموجب «اتهامات غير محددة». وأضافت الخارجية إنه «لم تظهر أي علامات تشير إلى تعرضه لسوء المعاملة، وأنه كان في حالة معنوية جيدة".
كما أنه لم يتم الإفراج عن «فكري» وتم استئناف الاستجواب. لكن كانت هناك حادثة أعطته بريق أمل. أحد المحققين كان يضرب «فكري» بخرطوم لكنه ارتد عليه وأصابه في عظم كوعه وركبته بشكل مضحك، وسقط من شدة الألم، ما جعل «فكري» يتألم لما أصابه. "قلت لنفسي: لماذا تهتم؟ لقد كان يحاول خنقك قبل بضعة أيام فقط. ثم أدركت أنهم لم يريدوا تركي بأي إصابات واضحة، ما جعلني أفكر أنهم ينوون إطلاق سراحي".
وقال "فكري" إنه خضع لاختبار كشف الكذب، ولكن بدلاً من مزيد من الأسئلة حول بورتلاند سئل عما إذا عضوا في تنظيم القاعدة، أو طلب أموال لذلك. ونفى «فكري» ذلك بشدة. وقال إنه من الواضح من رد المحققين أنه اجتاز الاختبار.
وحاول «فكري» التخلص من شعور أن بلاده التي يحمل جنسيتها سلمته لبلد آخر ليقوم باستجوابه، مستخدمة وسائل إكراه وتعذيب كتلك التي عاناها.
تفيد الصحيفة البريطانية: ("ومع نهاية استجوابه، سأل فكري المحقق ما إذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد طلب احتجازه والتحقيق معه"، بحسب ما ورد في الدعوى. "ذكر المحقق أن مكتب التحقيقات الفيدرالي هو الذي أصدر مثل هذا الطلب وأن السلطات الأمريكية والإماراتية تعملان بشكل وثيق على عدد من هذه المسائل").

الإفراج بدون تهمة
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بورتلاند إنه غير قادر على التعليق مباشرة على هذه الادعاءات، لأنه طرف في النزاع. لكن "بيث آن ستيل"-متحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي - قالت في بيان إن الوكالة تعمل في إطار القانون.
وبعد 106 يوم من السجن، أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قرارا بإطلاق سراح "فكري" دون تهمة ضده.
ومنعت قائمة حظر الطيران "فكري" من العودة إلى الولايات المتحدة، ولذلك اختار أن يذهب إلى السويد حيث قدم طلبا للجوء السياسي. وقد رُفض طلبه في يناير، لأنه لم يتمكن من إثبات أن الولايات المتحدة لها يد في سجنه على الرغم من أن السويديين قبلوا أنه تعرض للتعذيب.
وتقول صحيفة الجارديان وفي فبراير تم أخيرا إخطار فكري رسميا من قبل الحكومة الأمريكية بأنه كان على قائمة حظر الطيران لأنه "قد يكون خطرا على الطيران المدني أو الأمن القومي". ودفعت السويد ثمن طائرة خاصة لنقله إلى بورتلاند بعد خمس سنوات من مغادرته.
وتضيف الصحيفة: "ولم يُتهم "فكري" بأي جرائم تتعلق بالإرهاب أو حتى تم استجوابه بصفته تهديدا محتملا لدى عودته إلى الولايات المتحدة. لكنه لا يزال على قائمة حظر الطيران".
وأنهى "فكري" كلامه بالقول: "من الصعب استيعاب أن الحكومة تفعل شيئا من هذا القبيل. تريد ألا تصدق ذلك أو تقول إن بعض الموظفين أخطأوا بشكل ما. ربما تجدني غاضبا لكني أوقن أن الغضب لا يحل شيئا من المشكلة، كما أنه لا يجيب على تساؤل: ما الذي دفعني لأكون هناك من الأساس. لا يمكن أن تترك مثل هذا الغضب أن يتراكم ضد حكومتك أو بلدك أو شعبك. أنا أمريكي. أريد أن أجرب وأحاول أن أتحرك وأمضي قدما".