شهدت الكويت صدور جملة من الأحكام القضائية بالسجن وأوامر الاعتقال طالت عددا من السياسيين ترشحوا للانتخابات السابقة والناشطيين الحقوقيين والمغردين، على خلفية قضايا متعددة تشعبت بين شراء الأصوات وسبّ الذات الأميرية والإساءة لدولة خليجية والتظاهر غير المرخص.
وقضت محكمة الجنايات بحبس رجل الأعمال المعروف والمرشح السابق سعود صاهود المطيري 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهمة جريمة شراء أصوات في انتخابات مجلس الأمة الماضية في الدائرة الثالثة.
كما دانت المحكمة 12 مواطنا ومواطنة وبينهم وافدة بالجريمة ذاتها بالسجن سنتين مع الشغل، وأمرت بوقف تنفيذ العقوبة بكفالة مالية قدرها ألف دينار لكل منهم، وأمرت بإبعاد المتهمة الوافدة بعد تنفيذ العقوبة، بينما قضت المحكمة ذاتها ببراءة أربعة متهمين آخرين في القضية ذاتها بينهم أمرأتان.
وفي قضية مشابهة قضت محكمة الجنايات مطلع الأسبوع الجاري بحبس النائب المُبطلة عضويته والمرشح السابق في الدائرة الرابعة مشاري الحسيني ومواطنين 3 سنوات مع الشغل والنفاذ في قضية الرشوة الانتخابية، كما أمرت بحبس 14 متهما آخرين بينهم مواطنات بالسجن 3 سنوات وكفالة 300 دينار لكل منهم لوقف النفاذ بتهمة الاشتراك في شراء الأصوات لصالح المرشح الحسيني.
ووجهت النيابة العامة إلى المتهم الحسيني أنه بصفته مرشحا عن الدائرة الرابعة في انتخابات مجلس 2013 وسَّط المتهمين من الثاني إلى السادس لشراء أصوات انتخابية بأن مدهم بالمبالغ المبينة في التحقيقات وبدورهم أعطوها للمتهمات من السابعة الى السابعة عشرة لحملهن على التصويت له في الانتخابات البرلمانية.
وفيما يخص قضايا التظاهر من أجل المطالبة بحق المواطنة لفئة البدون قضت محكمة الجنايات بحبس خمسة من البدون لمدة عام و200 دينار كفالة لوقف النفاذ، كما حكمت بالحبس عاما على الناشط «البدون» المعروف عبد الحكيم الفضلي مع الشغل والنفاذ وأمرت بإبعادهم عن البلاد بعد اتهامهم بقضية تجمهر.
ومن جانب آخر في حكم جديد، قضت محكمة الاستئناف في جلسة لها أمس بتأييد حكم أول درجة بسجن المغرد عبد العزيز جارالله المطيري 5 سنوات مع الشغل والنفاذ بعد اتهامه بقضية أمن دولة بالعيب بالذات الأميرية
وجاءت القضية على خلفية اتهامه بتدوين تغريدات منسوبة لحسابه الشخصي
وشهدت المحاكم في الكويت خلال السنوات الأخيرة عشرات القضايا ولا تزال تتعلق بمحاكمة المغردين على خلفية تغريدات صنفت كقضية أمن دولة.
وفي السياق ذاته ألقت فرقة من أمن الدولة القبض على المغرد محمد العجمي الشهير بلقب «ابو عسم» على تويتر من أمام منزله وأحيل الى أمن الدولة بسبب تغريدات مسيئة للمملكة العربية السعودية، كما أعتقلت نواف الهندال حال عودته إلى الكويت، بسبب تغريدات له عبر حسابه في «تويتر» اعتبرت مسيئة للمملكة العربية السعودية.
وقال الهندال مغرداً في تويتر: أمر إلقاء القبض عليّ بسبب تغريدات اعتبرت مسيئة لحاكم السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
يذكر أن أمن الدولة ألقى القبض على ثلاثة مغردين من أصل خمسة، بناء على أمر من النيابة العامة، حيث تم التحقيق معهم بسبب ما دونوه عبر حساباتهم في تويتر بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من جهتها قالت لجنة رصد الانتهاكات عبر حسابها في تويتر ‘قامت مجموعة مجهولة مساء الخميس (أمس) باقتياد عضو اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات محمد خالد العجمي (بوعسم) من أمام منزله لجهة غير معلومة، وتم بعد ذلك بساعات إبلاغ أقاربه باعتقاله من قبل أمن الدولة لأسباب مجهولة، علما أنه لم يتم استدعاء العجمي او يطلب منه المثول للتحقيق مطلقا.
من جانبه علق رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون قائلا: الاعتقال التعسفي لأبو عسم محمد العجمي أبلغ رد على ما تحدث به ممثل الكويت في جنيف في شأن الملف الحقوقي.
بدوره قال النائب السابق د. جمعان الحربش: تردى الوضع الحقوقي والإنساني لدرجة أننا نطالب فقط بإجراءات قانونية ولو شكلية للاعتقال لإيقاف الملاحقات.
أما النائب فيصل المسلم فوصف ما يحدث بـ « البلطجة «، قائلا «يا حكومة، الكويت دولة قانون ودستور وأهلها أهل عزة وكرامة، وأذا عجزتم عن إعمارها فلا تدمروها بالبلطجة».