أمل حمد المسافري

العولمة احتدام المنافسة بين مختلف الدول، والحكومات على تطوير الخدمات الحكومية، لتنافس خدمات القطاع الخاص، واتجه العديد من الدول نحو تحديث الخدمات الحكومية وتطويرها، فلم يعد هناك ما يمكن وصفه بأنه ثابت، فكل ما حولنا أصبح يدور في فلك التطوير والتغيير.

ومع اقتناع قيادتنا الرشيدة بأهميّة التطوير والتغيير، عملت على تهيئة كافة الظروف الملائمة نحو تحسين جودة الخدمات الحكومية، والارتقاء بها إلى أعلى مستويات الجودة والتميّز، وتطويرها وزيادة كفاءتها، بحيث تكون محل رضى وقبول المتعاملين جميعهم.

ومرة بعد مرة، وكما في كل مرة، خرجت حكومة دولة الإمارات، لتفاجئنا بإطلاق برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة، الذي يهدف إلى تحقيق الدرجة المثلى من الخدمات الحكومية، التي تهدف إلى إسعاد المجتمع وتنميته المستدامة.

وهو أول مشروع من نوعه في العالم لتصنيف مراكز الخدمات الحكومية بنظام النجوم "من نجمة إلى سبع نجوم"، وذلك وفق إطار متكامل من المعايير في مجال العمليات، يضاهي تلك المطبّقة في قطاعات الفنادق والمصارف وشركات الطيران.

لقد أصبح برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة، الذي يضم معايير دقيقة للجهات الحكومية لتحقيق تصنيف متقدّم، يشكّل عاملاً أساسياً في الارتقاء بالخدمات الحكومية حاضراً ومستقبلاً، ويسهم في تحسين أداء المؤسسات الحكومية الخدماتية، من خلال بناء ثقافة التميّز لدى القائمين على تقديم هذه الخدمات.

ومن خلال هذا البرنامج تسعى الحكومة إلى تبنّي المفاهيم الحديثة في تطبيق معايير الجودة، من أجل النهوض بأداء المراكز الخدمية، التي تقدّم الخدمة اليومية للمتعاملين، عبر تسهيل الإجراءات وإدخال التحسينات اللازمة لعملها تلبية لحاجات المتعاملين، ورفع حالات الرضى لديهم.

لقد وصلت الخدمات الحكومية في تطوّرها إلى مستويات متقدّمة في مختلف المجالات، وباتت تنافس أكثر الدول تقدّماً، والحفاظ على هذه الإنجازات وإضافة المزيد إليها، هو ما تطمح إليه حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يؤكد دائماً «ضرورة توفير الخدمات الحكومية الاتحادية في شتى أرجاء الدولة بنفس الجودة، ويعتبر أن إنجاز العمل بشكل متقن ومتميّز، هو أولوية حكومية، وواجب وطني يجب احترامه، كون هذا التميّز في تقديم الخدمات الحكومية وتوفيرها، عنصراً مهماً وجزءاً رئيساً من استراتيجية الحكومة الاتحادية».

إن برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة، يهدف إلى بناء إطار عمل لتحسين مستوى الخدمات، وعملية تقديمها لمتلقي الخدمة، بكل فاعليّة وتميّز وجدارة وبشكل يفوق توقعاتهم، كما يهدف أيضاً إلى إذابة جليد تعقيدات الإجراءات البيروقراطية والروتينية.

حيث إنه يضم معايير، تتعلّق بتقليص عدد الخطوات اللازمة لكل معاملة، إضافة إلى معايير خاصة بالإبداع في تقديم الخدمات الحكومية، واستخدام التكنولوجيا، ووجود تصنيف للمتعاملين مع كل جهة لدراسة احتياجاتهم، وتطوير الخدمات وفقاً لهذه الاحتياجات.

والمتابع لأداء مراكز الخدمات الحكومية وعملها الدؤوب، وشغفها بالحصول على تصنيف متقدّم في برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة، يستطيع أن يستشعر حجم التغيير الكبير الحادث فيها، وفي نوعية الخدمات، وطرق تقديمها للمتعاملين، وما عكسه هذا البرنامج من خلق بيئة تنافسية إيجابية، هدفها الارتقاء بالخدمات المقدّمة وتطويرها لبلوغ الأهداف المنشودة.

إن التعاطي مع مقوّمات النجاح وتوظيفها بما يخدم الوطن والمواطن في منظومة، تتألّق يوماً بعد يوم، يجعلنا نشعر بفخر كبير، فبعد أن كنا بالأمس نبحث عن أفضل التجارب لنستوردها ونأخذ منها، أصبحنا اليوم نصنع أفضل الممارسات العالمية في مجال تقديم الخدمات الحكومية ذات الجودة العالية، التي ترقى إلى أعلى المستويات العالمية، ونصدّرها.

تعطينا قيادتنا الرشيدة دائماً المثل الأعلى في كيفيّة تحفيز الهمم والطاقات نحو تشريف الوطن بشكل دائم، وما برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة إلا انعكاس لصورة دولة الإمارات العربية المتحدة المشرقة، لكل المتعاملين مع المؤسسات الحكومية.

إن الوطن يرتقي بأبنائه، وإن مشاعر القائمين على مراكز الخدمات الحكومية التي حصلت على أحد تصانيف النجوم، ومدى الزهو والفخر، الذي يشعرون به، لهو خير دليل على إخلاصهم ومدى عمق إدراكهم أهميّة هذا البرنامج وفوائده العظيمة.

وكونه نقلة نوعية ومساهمة كبيرة في زيادة الكفاءة الإنتاجية، وتقديم أفضل الخدمات للمتعاملين في مدائن أصبحت مضاءة بهاءً وتطوّراً وحضارة، فكل التهنئة والتبريكات للجهات الفائزة جميعها، التي استطاعت اعتلاء النجوم في وطن النجوم.