وسط اتهامات لدول خليجية على رأسها السعودية بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لضرب الاقتصاد الروسي في مقتل، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أنّ أي بلد لن يتمكن من "ترهيب روسيا أو احتوائها أو عزلها"، مؤكداً استعداده "لتحمل بعض الصعوبات" لحماية سيادة بلاده، التي ترزح تحت عقوبات قاسية، بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية.

وقال بوتين، في كلمة بمناسبة يوم العاملين في الأجهزة الأمنية: "بالطبع، لن يتمكن أحد من ترهيبنا أو من احتواء روسيا أو عزلها. لم ولن يتمكن أحد من ذلك يوماً ما".

وذكّر الرئيس الروسي بمحاولات من هذا القبيل استهدفت روسيا على مر التاريخ، مؤكّداً أنّه يتعيّن أن تكون بلاده "مستعدة لمواجهة بعض الصعوبات وتقديم الردّ المناسب على أي تهديدات ضد سيادتها واستقرارها، وضد وحدة المجتمع" الروسي.

عقوبات إضافية

وفرضت الدول الغربية، الجمعة، عقوبات جديدة على روسيا، ومنعت الولايات المتحدة أي مبادلات تجارية مع شبه جزيرة القرم، التي استعادتها روسيا الخريف الماضي، في حين منعت كندا دخول نحو 20 مسؤولاً سياسياً روسياً وانفصالياً أوكرانياً إلى أراضيها، مستهدفة أيضاً قطاعي النفط والغاز.

وقال بوتين: إنّ "روسيا تدفع غالياً ثمن موقفها المستقلّ ودعمها مواطنيها في القرم، في سيباستوبول، وأحياناً يبدو أنّه لمجرد وجودنا".

وأكّد أنّ أجهزة الأمن الروسية كشفت 230 عميلاً أجنبياً خلال هذه السنة، وأحبطت ثماني هجمات إرهابية.

وأضاف الرئيس الروسي أنّ "نشاط أجهزة الاستخبارات الأجنبية العاملة في روسيا ازداد".

القرم كلمة السر

وأثار ضمّ القرم والنزاع مع القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، أخطر أزمة في تاريخ العلاقات بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.

السعودية تتحالف مع أمريكا ضد روسيا وإيران؟

وبحسب مراقبين فإن دوراً كبيراً للنفط ظهر في السياسة الدولية خلال العقود الماضية، وبشكل خاص في الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، وحلفاء البلدين، كدول الخليج مع أمريكا، وإيران مع روسيا،  ومؤخراً كان النفط أهم بنود حزم العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي على دول مثل إيران بسبب برنامجها النووي، ومؤخراً روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وكانت مصادر صحفية قالت لرويترز في وقت سابق: إن السعودية قررت استخدام سلاح النفط، ضد روسيا وايران بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الامريكية (التي ستكون الضحية الثالثة في الخطة السعودية) بهدف تركيع هاتين الدولتين بسبب تدخل الأولى عسكريا في أوكرانيا، ودعم الثانية للنظام السوري وتمسكها بحقها المشروع في تخصيب اليورانيوم ورفضها تقديم تنازلات في مفاوضات فيينا الأسبوع الماضي حول طموحاتها ومنشآتها النووية.

ويرى المراقبون أن الخطة الأمريكية السعودية تعمل عندما يصل سعر برميل النفط إلى أقل من سبعين دولارا بعد أن كان 120 دولارا قبل بضعة اشهر، أي بمعدل يقترب من الاربعين في المئة، فإن دولا مثل ايران وروسيا تشكل صادرات النفط أكثر من خمسين في المئة من دخلها، ستجد نفسها أمام ظروف اقتصادية صعبة للغاية في الأشهر المقبلة.