قال موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعيد إنتاج أشكال مختلفة للاستبداد وتستغل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لتبرير الإجراءات القمعية، مشيرا إلى أن هذه السياسة هي السبب الرئيس لعدم الاستقرار بالمنطقة بل تهدد الإمارات نفسها بالفشل على المدى الطويل.
وأضاف الموقع إنه ليس من المستغرب أن الإمارات التي تحجم عن تقديم تنازلات بشأن تقاسم السلطة تستغل فشل الربيع العربي وتعتبر السعي للإصلاح السياسي السلمي بمثابة "كفر" يبرر القتل، كما تستغل الفرصة التي يتحها "داعش" لتقويض أي معارضة سلمية أو غير سلمية لتعزيز قبضتهم الضعيفة على السلطة.
وذكر الموقع أن الإمارات تستغل "داعش" لتبرير القمع وتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين، واصفا قائمة الإرهاب التي أعلنتها مؤخرا بالفاضحة لأنها تضم منظمات ليس لها تاريخ من العنف، وأنها واحدة من أفدح التطبيقات التي هدفها ليس مواجهة الإرهاب بعقلانية بل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة.
وتابع الموقع القول: قائمة الإرهاب التي أعلنتها الإمارات هزلية، وهي واحدة من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها هذه الدولة حيال تعاملها مع التحديات الخطيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وتواجه الدولة نفسها، معتبرا أن ذلك " رد فعل لدولة غير مستقرة مع نفسها، ودولة تشعر أنها تحت الحصار وفي عزل سياسية متزايدة".
واعتبر الموقع أن خلاف الإمارات مع قطر وسعيها لإفشال المصالحة القطرية السعودية هو مثال آخر على جرأة متزايدة من شأنها أن تعرض البلاد للضعف في المستقبل.
وأفاد الموقع: "قصر نظر حكام الإمارات قطع شوطا كبيرا، وكشف عن القسوة والنفاق الشديد في السعي لتحقيق أهدافهم مثل التدخل العسكري في ليبيا وتقديم المساعدة للحكومة العسكرية في مصر التي أطاحت بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي وتقويض المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وتسائل الموقع: "لماذا تبنت الإمارات هذا الموقف؟ هل هو علامة على تقلص سلطتها؟ موضحا أن ازدهار اقتصاد الإمارات لا يعني ضمان الاستقرار السياسي على المدى الطويل، فهناك العديد العيوب والأخطاء الهيكلية التي تهدد بفشل الإمارات.
وقال الموقع في النهاية: "حتى الآن فشلت الإمارات في خلق حلقة بين السلطة والسياسات الاقتصادية بشكل يضمن نجاح الدولة على المدى الطويل، بل على العكس تدور في حلقة مفرغة وهناك رغبة في البقاء في السلطة بأي وسيلة بغض النظر عن النتائج. ويجب أن يفكر حكام الإمارات بشكل جدي وأن يعلموا أنه "أن تكون خادما في الجنة أفضل من أن تكون حاكما في الجحيم".
