يبدو أن حكومة أبوظبي تشعر بالفخر لتحسين خدمات الطرق والمشاة في العاصمة، إلا أن تقريرا جديدا نشرته صحيفة إماراتية أكد أنه "سلاح ذو حدين".
وسلط الباحثون الضوء على كيف أن الطرق الرئيسية في المدينة، على الرغم من كونها جيدة في ربط المناطق المتباعدة، إلا أنها تفصل الأحياء المجاورة عن بعضها البعض، حسب ما أفادت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الصادرة بالإنجليزية.
ومثل العديد من المدن الأخرى في الخليج، تطورت أبوظبي بطرق تركز على السفر بالسيارة ، لكن الباحثين قالوا إنه يمكن تعديلها لتناسب أنظمة النقل العام بشكل أفضل.
وقال الكتور "أبوستولوس كيريازيس" أحد مؤلفي التقرير من جامعة أبوظبي: "السيارات تربطنا بالأماكن التي يجب أن نذهب إليها. ومع ذلك، هناك حالات يكون فيها تصميم المدينة... يعطي الأولوية لحركة السيارات بدلاً من أي عنصر آخر من وسائل النقل في المدينة، بما في ذلك المشي وركوب الدراجات والنقل العام".
التقرير الذي يحمل عنوان "الطرق التي تربط المدن والأحياء: دراسة اجتماعية ومكانية في أبوظبي"، هو نتيجة تعاون لمدة عامين بين باحثين في كلية لندن للاقتصاد وجامعة أبوظبي، بتمويل من مؤسسة الإمارات. وأدى هذا المشروع أيضًا إلى إقامة معرض كبير عن أبوظبي في كلية لندن للاقتصاد العام الماضي.

مدينة تتمحور حول السيارات

ويشير التقرير إلى أن الطريقة التي تربط بها الطرق الرئيسية في أبوظبي بين الأحياء البعيدة قد دعمت التطور السريع للمدينة، ولكن على حساب إنشاء الحواجز، لأن تلك الطرق السريعة الرئيسية قد يكون من الصعب عبورها.
ولفت التقرير إلى أنه حتى مراكز النشاط المحلية التي طورتها الحكومة "لا تزال معزولة ومقيدة بشبكة الطرق السريعة - وهو سيناريو نموذجي لمدينة تتمحور حول السيارات".
وقالت الدكتورة ألكسندرا جوميز من كلية لندن للاقتصاد، وهي إحدى مؤلفي التقرير، إن الاتصال بين الأحياء المجاورة قد يكون صعبًا بالنسبة للمشاة وسائقي السيارات.
وأضافت أنها خلال زياراتها الخاصة، وجدت في بعض الأحيان صعوبة في السفر داخل جزيرة أبوظبي، كما هو الحال عند الذهاب إلى الكورنيش.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على أن ضواحي المدينة متباعدة عن بعضها البعض وبها مساكن منخفضة الكثافة.
وتعد وسائل النقل العام أكثر ملاءمة لخدمة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لأن أعدادًا أكبر من الأشخاص يعيشون بالقرب من المحطات والمحطات.
وقال كيريازيس إنه يمكن زيادة كثافة الضواحي من خلال تطوير في نقاط معينة، والتي يمكن أن تصبح مراكز نقل.
وأضاف التقرير: "يمكن للمرء تنظيم الحي حول [هؤلاء]، بمجرد جذب المزيد من الأشخاص، عليك التأكد من أن هؤلاء الأشخاص، حيث يعيشون، لديهم المزيد من المرافق ووسائل الراحة للاستمتاع بها."
مدينة 15 دقيقة
وتابع أن ذلك يرتبط بمفهوم مدينة الـ 15 دقيقة، حيث يمكن للمقيمين الوصول إلى كل ما يحتاجونه للحياة اليومية تقريبًا، بما في ذلك العمل والمدارس والرعاية الصحية والمحلات التجارية، في غضون 15 دقيقة سيرًا على الأقدام أو الدراجة أو وسائل النقل العام.
وقالت الدكتورة جوميز إن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في أبو ظبي بها أزقة أو سيكا داخل الأحياء التي غالبًا ما يتم "تجاهلها باعتبارها مساحة أو شوارع عامة".
وأضافت: "لكنها يمكن أن تصبح شيئًا أساسيًا لكيفية تنقل الناس في أحيائهم".
ويشير التقرير إلى أنه يمكن العثور على "اتصال جيد" في أربع مناطق أكثر كثافة في المدينة، وهي جزيرة الريم والنادي السياحي والشعبية والريف.
كما يشير إلى أن توفير مواقف السيارات في أبوظبي كبير، وأن شبكة الطرق عادة ما تكون قادرة على التعامل مع عدد مستخدمي الطريق، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى توقعات النمو المتفائلة التي تم استخدامها عند إجراء التخطيط.
البنية التحتية للمشاه "لن يستخدمها الناس"

ويقول التقرير إنه ينبغي توسيع شبكة مسارات الدراجات في أبوظبي لتشمل راكبي الدراجات الذين يتنقلون إلى العمل.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على كيفية استثمار أبوظبي بشكل كبير في البنية التحتية للمشاة وركوب الدراجات، حيث تم تطوير أكثر من 300 كيلومتر من مسارات الدراجات خلال العقد الماضي، على سبيل المثال.
وقالت الدكتورة جوميز إنه من المهم أن تربط الدراجات وممرات المشاة بين المناطق التي يحتاج الناس إلى السفر بينها.
وأضافت: "إذا لم تقم بربط البنية التحتية للمشاة وراكبي الدراجات بالنقاط المثيرة للاهتمام، فلن يستخدمها الناس".

أمثلة يمكن الاستفادة منها
هناك أمثلة للمناطق الحضرية في الخليج التي يمكن لأبوظبي والمدن الأخرى في المنطقة أن تتطلع إليها للإلهام مع استمرار تطورها.
وسلط الدكتور كيريازيس الضوء على مرسى دبي، مع وصلات المترو والترام، والمشاة في المنطقة المجاورة للمياه. ومن الأمثلة الجيدة الأخرى مدينة مسقط القديمة ومشيرب في الدوحة، والتي تم تجديدها.
وقال: "آمل حقاً أن نأخذ تلك الأمثلة ونستخدمها بطريقة بناءة".