شهدت الأيام الماضية، تراشقا إعلاميا بين عدد من الكتاب والإعلاميين من الإمارات والسعودية، حيث تبادل إعلاميون مقربون من السلطات في أبوظبي والرياض اتهامات حول الأزمة والحرب الدائرة في اليمن، ما يشير إلى تباين وجهات النظر بين البلدين في التعامل مع الملف اليمني، وهي حالة ليست جديدة وسبق أن تكررت خلال السنوات الماضية لأكثر من مرة.
التراشقات الإعلامية الأخيرة، بين البلدين جاءت عقب تصريح عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفة لتلفزيون يمني اتهم فيه أبوظبي بدعم انفصال اليمن وإقحام نفسها في قضايا بالمنطقة أكبر من حجمها ، مشيرا إلى أن انسحاب أبوظبي من الحرب جاء بعد ان اعتمدت على نفوذ ميليشاوي أسهم في إطالتها.
واتهم آل زلفة في مداخلة تلفزيونية مع قناة "يمن شباب" اليمنية المستقلة، أبوظبي، بتبني مشروع تشطير اليمن، وهو مشروع أكبر من حجمها، وقدراتها، وإمكانياتها، فضلاً عن إقحام نفسها في قضايا بالمنطقة أكبر من حجمها، مشيراً إلى أن إعلان الإمارات الانسحاب من حرب اليمن دون تنسيق لم تكن محسوبة، لكنها لا تزال حتى اليوم تؤثر على هذا مشروع الانفصال.
وقال المستشار السياسي لرئيس الدولة أنور قرقاش إن "مواقف الامارات اتسمت دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة.
وأضاف قرقاش في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن "الإمارات لا تتغير وتسمو فوق منطق القيل والقال".
وتساءل الأكاديمي والسياسي عبدالخالق عبدالله: " محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية؟".
وأضاف أن تصريحات عضو مجلس الشورى السعودي السابق هي "تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية معزولة".
وفي ذات السياق، هاجمت صحيفة "العرب" الممولة من أبوظبي، يوم أمس الأربعاء، السلطات الرسمية السعودية والإعلام السعودي، وذلك على خلفية رأي آل زلفة.
وعبرت الصحيفة في مقال لها، عن استغرابها مما اسمته مهاجمة مسؤولين سعوديين ووسائل إعلامية سعودية ونشطاء للإمارات وسياستها في اليمن في ظل صمت سعودي رسمي، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن تصريحات "آل زلفة"، وهو شخصية حاضرة باستمرار في الإعلام السعودي، "يوحي بأنه يتحرك ضمن مناخ عام بدأ يتشكل منذ أشهر في المملكة ويفتح الباب أمام إطلاق مثل هذه التصريحات" حسب وصفها.
وأضافت "إن آل زلفة ومن يسيرون على خطاه في توجيه انتقاداتهم للإمارات، إما بشكل مبطن أو علني، يحسون بأجواء يعكسونها، ربما بشكل مبالغ فيه، ويريدون الاستثمار فيها من خلال الظهور الإعلامي المتعدد، لاستهداف دور الإمارات خاصة في اليمن".
وتابعت: "لا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية معروفة مثل آل زلفة، وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن".
وتساءلت الصحيفة: "ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟ لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود".
