أثار الناقد الأدبي الإماراتي الدكتور علي بن تميم، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تخطئة الشاعر الليبي عبد السلام سعيد أبو حجر في برنامج "أمير الشعراء" الموسم العاشر، وذلك في مسألة نحوية تبين أنه كان على حق فيها.
وتلا الشاعر الليبي المشارك في المسابقة أبيات قصيدته التي يقول في أحد مواضعها "ويعجبني في الذكريات سخاؤها"، فاستنكر قوله عضو لجنة التحكيم الناقد الأدبي علي بن تميم -رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية- وقال "سخاءها"، في حين قالت الناقدة "سخائها"، وضحك العضو الثالث باللجنة ولم يعقب.
وناقش الشاعر لجنة التحكيم التي بدا أنها لم تقتنع برأيه، لكن خبراء نحويين ورواد مواقع التواصل أكدوا صحة قول الشاعر، فإذا تم تقديم المؤخر يمكن أن تصبح الجملة "سخاءُ الذكريات أعجبني"، وتكون كلمة "سخاءُ" في قصيدة الشاعر "سخاؤها" فاعلا مرفوعا، والشاعر أصاب في قوله، وذلك مثل قوله تعالى "ومن الناس من يُعجبك قولُه".
وتعرض الناقد على بن تميم، وهو رئيس تحرير موقع "24 " الإخباري الأمني، لانتقادات لاذعة من قبل رواد مواقع التواصل، والمهتمين باللغة العربية، ما دفعة إلى التعقيب حول ذلك، بتبرير خطأه بدوافع اختبار الشاعر باعتباره في برنامج مسابقاتي، لكن ذلك لم يرُق لرواد مواقع التواصل الذين اعتبروا تبريره تعمداً للخطأ.
"ابن تميم" يُصر على الخطأ
ونشر ابن تميم في تغريدة على تويتر اعتبرها معلقون نوعا من التهرب عن الاعتراف بالخطأ، خاصة أن اللجنة كانت مصرة على رأيها، قال فيها: "من الطبيعي امتحان قدرات الشاعر في مسابقة بأسئلة مختلفة، "وما طلبناه منه لون من اختبار الأعصاب بعد إجازته للتثبت".
وتعقيباً على ذلك، قال عبدالرزاق الصاعدي، مؤسّس مجمع اللغة الافتراضي: "أخطأت اللجنة بلا ريب، ولو اعتذرت لكبرت في عيوننا، وأما الشاعر فيستحق الإشادة لثباته على الصواب مع هدوئه وأدبه".
وكتب فواز اللعبون: "لم يكن هذا أسلوب لجنة التحكيم مع بقية المتسابقين! ولو أن ما حدث من تخطيء المتسابق كان بقصد اختبار أعصابه وقدراته فإنه يجدر بهم أن يثنوا على ثقته ومداراته بعد أن نجح في الاختبار، وكان يجدر بهم أيضاً أن يوضحوا الصواب، ويزيلوا اللبس، حتى لا يكون المشاهدون في حيرة، ولا يقع هذا اللغط".
وقال الإعلامي نبيل الحاج: "دكتور التميمي (تميم).. سيكون تبريرك مقبولا في حال لم تصر حتى آخر لحظة والمتسابق يهم بالخروج أن يغير سخاؤها إلى سخاءها بل وطلبت منه العودة بعدما يقتنع بتصحيحك له".
وعلق صاحب الزرع قائلاً: "بعد السقطة الشعرية، تأتي سقطة أخلاقية .. تترفع على ان تقول انا خطأ!".
وأضاف "سخرتم من الفتى وأدخلتم الشك في نفسه وضحكت تلك التي كانت بجانبك بتهكمٍ ، فهل كانت تلك الضحكة جزءا من الاختبار ، لا بارك الله في غروركم".
خالد بن عودة الشمري علق قائلاً: " الأسلوب لم يكن اختبارًا بل تعابير وجهك دلَّت على الحيرة، وهذا أمر طبيعي - يغفل الإنسان أحيانًا عن أمور سهلة واضحة - ثم إذا تذكر رجع عما قاله.. لكنَّ المكابرة هي التي غير طبيعية".
وعلق الدكتور سلطان الحربي بالقول: " مطلوب منه أن يذهب ويفكّر ثم يرجع ويعترِف أيضًا؟ هو لا مشكلة عنده بالاعتراف بالخطأ إن أخطأ، ولكن.. هل تملك أنت هذه الشجاعة؟ للأسف لا".
فيما عقب أحمد شكري مجاهد قائلاً: " هذا التبرير لا يقنع طفلًا ولو كان المقصود نقاش المتسابق لكن الأولى نقاشه في المعنى.. والأولى في هذا المقام الاعتذار".
واختتم برنامج “أمير الشعراء” تجارب أداء للشعراء الذين تلوا أشعارهم أمام لجنة التحكيم في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي ، بهدف الوصول إلى الحلقات النهائية المباشرة التي يتنافس فيها 20 شاعراً.
يشار إلى أن مسابقة أمير الشعراء هي برنامج أدبي يأخذ شكل مسابقة في مجال الشعر العربي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في العاصمة أبوظبي كل عامين.
