قال أحمد الشيبة النعيمي، رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، إن أبوظبي تقدم هدايا للاحتلال الإسرائيلي عبر المساعدة على تصفية القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" للتعليق على مرور عامين على توقيع اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، التي تصادف 15 سبتمبر.

وقال النعيمي إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي في كل ما يفعله في فلسطين، وهو يحتاج لمثل هذه الهدايا من أبوظبي، لترسخ من شرعيته في المنطقة، لافتا إلى أنه "قد يصعب عليه الاستمرار نظرا للوضع السيء داخليا وخارجياً".

ولدى سؤاله حول استفادة الإمارات من اتفاق التطبيع، قال النعيمي: "الاستفادة الأكبر كانت لإسرائيل، لأنها تستقبل استثمارات بملايين الدولارات، إضافة إلى تحسين العلاقات مع دولة عربية لها وزنها بطبيعة الحال".

وأضاف "في المقابل، لم تستفد الإمارات من هذه العلاقة اقتصاديا ولا أمنيا ولا عسكريا، بل أصبحت نفسها الآن على محك تهديدات أمنية كبيرة بسبب وجود إسرائيل في المعادلة".

"فوفقا لتصريحات، هناك ممثل للشرطة الإسرائيلية بشكل رسمي داخل الإمارات. وإذا جئنا على مستوى آخر فالقضية الفلسطينية تسوء يوما بعد يوم مع زيادة الاقتحامات الإسرائيلية"، يضيف النعيمي.

وحول حديث أبوظبي أنها اختارت الاحتلال كشريك أمني واستراتيجي لحمايتها من أي تهديد محتمل؛ أكد النعيمي أن الإمارات قادرة على تأمين نفسها دون الحاجة إلى الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت النعيمي إلى أن الإمارات "لمّا احتاجت إلى "إسرائيل" لم تساعدها؛ فعندما تعرضت الإمارات لهجمات من الحوثيين في اليمن، طلبت من "إسرائيل" مساعدتها بالقبة الحديدية، فرفضت تسليمها للإمارات أو إعطاءها أية تقنية مشابهة، كما أنها وقفت ضد تسليح الإمارات بطائرات إف35".

وتابع "هذه كلها حقائق حدثت، فأين الحماية التي يتحدثون عنها، إذ لم تتوفر أي منها منذ توقيع المعاهدة؟ وهل تعجز الإمارات عن شراء هذه الأسلحة من روسيا أو أية دولة أخرى، حتى تصبح إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ستحمي الإمارات؟".

وبشأن سبب تطبيع أبوظبي مع الاحتلال، قال النعيمي: "الحقيقة هناك علامة استفهام كبرى. لماذا تقوم حكومة الإمارات بمساندة الاحتلال الإسرائيلي؟ فلا استفادة اقتصادية تذكر ولا استفادة أمنية".

وتساءل "لماذا إذا تدعم الإمارات "إسرائيل"؟ هل ترى الحكومة الإماراتية أنها هي الملجأ الوحيد من التهديدات الإيرانية؟ ونحن لا نقلل من التهديدات الإيرانية"، وفي المقابل "هناك تهديدات إسرائيلية للعرب أيضا وهي ليست بسيطة. هناك أمر غير مفهوم عن سبب هذا التوجه للحكومة الإماراتية".

وتعليقاً على مرور عامين على اتفاق التطبيع، أوضح النعيمي أنه "حينما أعلنت الإمارات عن توقيع هذا الاتفاق منذ عامين قالت إنها ستوقع الاتفاق من أجل الفلسطينيين وإيقاف الضم، وهو لم يتوقف أبدا، وهناك انتهاكات إسرائيلية يومية في حق أهل القدس ولم يفعلوا شيئا تجاهها".

وأبدى النعيمي استغرابه من سبب احتفال أبوظبي بالذكرى الثانية لتوقيع الاتفاق، مؤكداً أنه "كان يجب على الحكومة الإماراتية أن تستجيب لاستغاثات الفلسطينيين وتنسحب من هذه المعاهدة فورا لتتحمل إسرائيل نتيجة أفعالها".

وحول العلاقات الإماراتية الإسرائيلية التي تجاوزت حدود التطبيع؛ علق النعيمي بالقول "أنا كإماراتي ليس لدي تفسير. لماذا يتم تمكين دولة مثل "إسرائيل"، تنتهك القانون الدولي بشكل يومي، اقتصاديا وسياسيا وسياحيا؟".

وأضاف "حتى على مستوى منح تأشيرات دخول الإمارات، المواطن العربي من الدول المجاورة يحتاج إلى تأشيرة ولكن الإسرائيلي يدخل إلى الإمارات دون تأشيرة، وهي تصرفات مستغربة من الحكومة الإماراتية، ولا أحد يسأل هذه الحكومة عن أسباب هذا التطبيع وبالتالي تفعل ما تشاء".

وكان الشيخ عبدالله بن زايد قد وصل الأربعاء إلى دولة الاحتلال للاحتفال بالذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع، والتقى بالرئيس الإسرائيلي، ورئيس الوزراء، في زيارة أثارت الكثير من السخط.

وفي 15 سبتمبر عام 2020، وقعت أبوظبي اتفاقا لإقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض برعاية وحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.