أحدث الأخبار
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد

فلسفة الذات في منتصف الليل!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 08-06-2019

سحر ناصر:فلسفة الذات في منتصف الليل!- مقالات العرب القطرية

ترتكز العلاقات بين الدول بشكل عام على أربعة أُسس: التعاون، والتبعية، والمعارضة، والحياد. فإذا فكرّت سريعاً أينما كُنت وفي أي دولة وفق هذه الركائز، يمكنك ببساطة أن تُخمّن الدول التي تتعاون معها دولتك، والأخرى التي تتبع لها، أو التي تعارضها، أو التي لا تتخذ منها أي موقف بالأساس وتحيد عن شؤونها. وهذا شيء طبيعي في العلاقات الدولية حيث غالباً ما تنطلق العلاقات بين الدول من مبدأ الحفاظ على الذات، كما هو حال العلاقات الفردية، إذ كثيراً ما نلجأ إلى التعاون مع أشخاص معينين من أجل تحقيق منفعة مادية أو معنوية أو نفسية أو فكرية، تماماً كما نلجأ إلى معارضة أشخاص آخرين لأننا لا نقتنع بسلوكياتهم أولا تعجبنا أفكارهم. وهناك أناس معينون، نعشق بلا وعي أن نتبعهم، وهذه هي الظاهرة الأكثر شيوعاً على مستوى الدولة والفرد، فكما تتبع الدول التي استُعمرت قديماً مستعمريها حديثاً في مناهجها التعليمية واستراتيجيتها نحو البقاء، وخصوصاً أن هذه الدول المُستعمِرة فرضت قوتها وشروطها على التي نشأت نتيجة إنهاء الاستعمار، بعد الحرب العالمية الثانية، نحن أيضاً كأفراد نتبع زعماءنا، سواء الذين كرسوا زعامتهم بالقوة أو بالديمقراطية والشرعية، ومنا من يتبع رجال دين، وهذه أكثر أنواع التبعية انتشاراً، وآخرون يتبعون الفاشينستا، والشخصيات العامة التي تعيش رفاهيتها وتضاعف ثروتها على حساب «غبائنا».

وقد تتبع الدولة كالفرد سياسة الحياد، عندما لا يكون من مصالحنا أن نتعاون أو نعارض أو نتبع أحدهم، وهذا بالنسبة لي أقصى أنواع التعذيب، لأنني ببساطة لا أؤمن بالحياد إلا في ظروف معينة، وحالات لا نمتلك فيها القدرة على الانحياز، أو ربما في وضع نكون فيه من الحكمة عدم الانحياز، مثال بسيط على ذلك: «مين بتحب أكثر والدك أو والدتك»؟ هنا الحياد واجب منعاً لاندلاع حرب البكاء والعقوق، وما إلى ذلك من نكد أُسري نحن بغنى عنه.

المهم، وبناء على ما ورد أعلاه، فإن المحافظة على الذات مفهوم تحدث عنه الفيلسوف البريطاني «هوبس» (١٥٨٨-١٦٧٩)، الذي اعتبر أن قاعدة التصرف الإنساني الأولى هي العمل من أجل المحافظة على الذات، لكون حاجة الإنسان إلى الطمأنينة تدفعه إلى ذلك.

والخلاصة من وجهة نظري، هي أن مفهوم المحافظة على الذات قد تبدل عما كان في السابق، نتيجة لتشابك العلاقات بين الدول والأفراد بسبب التقدم التكنولوجي، وبالتالي وصلنا إلى مرحلة فقدان الذات، أو على الأقل فقدان التواصل مع ذاتنا دولاً كنا أم أفراداً، ولهذا تكثر النزاعات بين الدول، لأن «الذات» في الدولة أصبحت أكبر من الوطن، ولأن «الذات» الفردية أضحت تائهة في زحمة الضغوطات اليومية، حيث أصبح الفرد يشعر بأنه وحيد في مواجهة القلق والخوف، لأنه يشعر بأن الدولة غير قادرة على حمايته كفرد، ومن هنا كثرت عمليات الانتماء إلى الجماعات المتطرفة التي تسمّ العقول من خلال تفخيم ذواتهم إلى حد تفجيرها!

اعذروني على «الفلسفة» في هذا المقال، لكن صدقاً أشارككم أفكاري عند الثانية بعد منتصف الليل، لأن الأرق صديقي في هذه الأيام، وأنا أعاني وأحاول عبثاً البحث عن ذاتي في زحمة الدول والأفراد وضجيجهما!