أحدث الأخبار
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد

لماذا تابعت جماهير الأمة انتخابات تركيا باهتمام؟

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 29-06-2018


لم يكونوا عناصر في جماعات أو تنظيمات إسلامية كل أولئك الذين كانوا يوم الأحد الماضي يتابعون باهتمام كبير، بل بقلق أيضاً، تفاصيل الأرقام وهي تظهر تباعاً في عمليات الفرز للانتخابات التركية، والتي كانت تُبث مباشرة على الهواء، ويتابعها الناس عبر هواتفهم النقالة.
نعم، لم يكونوا كذلك، إذ إن الغالبية الساحقة منهم كانت من الناس العاديين الذين تابعوا قبل ذلك تلك الحملة الرهيبة على أردوغان في أرجاء العالم، بجانب استطلاعات رأي كانت تبشّر بهزيمته وحزبه في الانتخابات، أقله في الجولة الأولى بالنسبة إليه.
هذه الغالبية من الناس كانت ترى في الحملة إياها استمراراً للثورة المضادة التي أطاحت بالربيع العربي، وكان لافتاً أنها شملت المعسكرين المتناقضين في المشهد الإقليمي، أعني الإيراني والعربي، ما جعلها (الغالبية) على يقين من أن استهداف الرجل كان ذا صلة بعموم المعركة التي تجري في الإقليم منذ 2011، ولغاية الآن، وبدا أن كلا جناحي الثورة المضادة قد حققا فيها قدراً من الانتصار؛ الأول في سوريا ظاهراً، وإن كان مأزقه هناك كبيراً، والثاني في عموم الربيع العربي، وإن لم تضع الحرب أوزارها بالكامل في أكثر من نقطة، كما في تونس وليبيا، مع وضع خاص للمشهد اليمني الذي اجتمع الطرفان فيه على الثورة اليمنية؛ الأول في المرحلة الأولى، والثاني بانقلاب الحوثي على إرادة شعب كان يحاول لملمة جراحه.
بجانب ذلك؛ حضر من دون شك الخطاب الإسلامي الذي يتميز به أردوغان، والذي جعله معبّراً على نحو ما عن هواجس الغالبية من المسلمين، وإن لم يتمكن عملياً من ترجمة الخطاب إلى فعل واقعي على الأرض، لأن ميزان القوى والمصالح القُطرية كانت تفرض نفسها في نهاية المطاف.
هناك أيضاً ذلك الحنين إلى الحرية والديمقراطية الذي حضر في الوعي الجمعي للأمة التي تراقب، فهي ترى أن من يقودون الحملة على الرجل هم أعداء للحرية والديمقراطية. وحين يتهمه أولئك بأنه ديكتاتور، على ما هم عليه من رفض للتعددية، فمن الطبيعي أن تنحاز إليه على ذلك النحو الذي تابعه الجميع.
وإذا قيل إن الغرب الذي كان يهاجمه أيضاً ديمقراطي وحرٌ، فإن المشهد لا يتغير هنا أيضاً، فهم يرون كيف ينحاز ذلك الغرب إلى ديكتاتوريات شمولية، لا لشيء إلا لأنها تحقق مصالحه، بينما يُستهدف أردوغان لأنه يبحث عن قدر من الاستقلالية لبلاده، وقدر من المكانة للمسلمين أيضاً.
للرجل الكثير من الأخطاء السياسية من دون شك، وفي إدارته للسياسة الخارجية خلال السنوات الأخيرة وقع في جملة من الأخطاء في تقدير المواقف: ما اضطره إلى التراجع مراراً، لكن الموقف هنا لا يتعلق بالإرادة ولا بالنوايا، بل بالإمكانات، وهو كثيراً ما كان يتورط إغراء الخطابة متجاهلاً إمكاناته الواقعية؛ وليضطر إلى التراجع لاحقاً، كما هو الحال في معركته مع روسيا بعد إسقاط الطائرة (لم يهتم الناس في الخارج بمبالغته في حملة التطهير بعد محاولة الانقلاب، بل ربما برر له البعض ذلك، وفي اعتقادي-بجانب الأمل- فإن انفراجاً سيحدث على هذا الصعيد بعد شعور الرجل بالاطمئنان لوضعه).
في المحصلة يمكن القول إن غالبية من تابعوا باهتمام تلك المعركة الانتخابية وفرحوا فرحاً عارماً بالفوز الذي حققه أردوغان وحزبه، ليست لديهم أوهام حول قدرة الرجل على إخراج الأمة من مأزقها الكبير، لكنهم كانوا ينظرون إلى المعسكر الذي يستهدف من جهة، فيما كانوا من جهة أخرى يرون فيه زعيماً مقاتلاً يخطئ ويصيب، ويبدو أكثر انحيازاً لقضايا أمته من كثيرين في المشهد المحيط، وإن استبطن قطاع من الناس في دواخلهم صورة البطل في ظل هزائم تتواصل رغم ضخامة التضحيات التي تُقدّم.