أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

الأسس الاقتصادية لـ«السترات الصفراء»

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 20-12-2018

صحيفة الاتحاد - الأسس الاقتصادية لـ«السترات الصفراء»

تُعبر احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا عن بداية أزمات عميقة ستتعرض لها المجتمعات المتقدمة في طور نموها الحالي لبناء المجتمع ما بعد الصناعي، ما يعني أنها تحمل بين طياتها جوانب اقتصادية وسياسية واجتماعية تنبىء بتحولات ستؤدي إلى تغييرات كبرى في بنية هذه المجتمعات وإدراتها وأساليب توزيع الثروات فيها.
ما يهمنا هنا هو الجانب الاقتصادي، تاركين بقية الجوانب للمتخصصين والمهنيين المهتمين بها، إذ كانت الاحتجاجات التي بدأت للاعتراض على سياسات الرئيس «ماكرون» الخاصة بزيادة الضرائب على وقود المركبات الجزء الظاهر من قمة جبل الأزمات التي يعيشها المجتمع الأوروبي، وبالأخص الفرنسي والناجم عن التداعيات التي تمخضت عن التطور التقني وتأثيره على نسب البطالة وتركز الثروات، ما انعكس على الإدارة المالية للدولة ذاتها، والتي تعاني العجز المالي.
في الوقت الحاضر تعاني الكثير من البلدان خللاً بين العائدات والالتزامات المالية، حيث تتم معالجة هذا الخلل بمستويات متفاوتة بين بلد وآخر، ففي الحالة الفرنسية لجأت الدولة إلى الحل الأسهل، وهو فرض المزيد من الضرائب على الوقود والتي هي مرتفعة في الأصل وتصل إلى 64% حيث تتفاوت ما بين 60-70 في معظم البلدان الأوروبية، وهو ما حول هذه الضرائب إلى أهم مصدر لتمويل الموازنات السنوية هناك، علماً بأن عائدات الضرائب على الوقود تساوي تقريباً عائدات دول الاوبك من صادراتها النفطية.
تنمية الموارد مسألة ضرورية لكافة الاقتصادات، إلا أن هناك أساليب عديدة إلى جانب الضرائب، ففي الحالة الفرنسية سعت الدولة إلى تحقيق هدفين أساسيين، الأول المحافظة على العجز بالموازنة في حدود 3% من الناتج المحلي الاجمالي للالتزام بمعايير الاتحاد الأوروبي، والثاني حشد الموارد المالية للالتزام باتفاقية باريس للمناخ والحصول على أموال إضافية لتطوير مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على طاقة الهيدركربون، خصوصاً أن معظم دول الاتحاد الأوروبي وضعت برامج للتحول بصورة كاملة لاستخدام السيارات الكهربائية ومنع سيارات البنزين بحلول عام 2040.
ربما يعتبر ذلك توجهاً صحيحاً، ولكن من المهم معرفة كيف يمكن تحقيق ذلك؟ فالمبالغة في فرض الضرائب له تداعيات سلبية على مجمل الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وربما يؤدي إلى نتائج عكسية فيما يتعلق بهروب رؤوس الأموال وتقلص الأنشطة الاقتصادية وتدني مستويات المعيشة، وهو ما حصل في فرنسا وبلجيكا والدنمارك، والذي تم التراجع عنه مؤخراً بسبب التداعيات التي نجمت عنه، إذ إن تحقيق التوجهات الخاصة بتنمية موارد الموازنة العامة وتقليل الاعتماد على الوقود الهيدركربوني يجب ألا يقتصر على جانب واحد خاص بالضرائب، كما يجب وضع دراسات شاملة وعميقة لانعكاسات الضرائب الجديدة على مجمل الأوضاع الاقتصادية لتجنب عواقبها السلبية قدر الامكان.
في الوقت الحالي يبلغ سعر لتر البنزين في فرنسا 1.51 يورو، وهو الأعلى في أوروبا، علماً بأن الحد الأدنى للأجور يبلغ 1300 يورو، وهو مبلغ متواضع جداً إذا قورن بمستويات الأسعار المرتفعة هناك، ما يعني عدم قدرة معظم الفرنسيين على تدبر الكثير من الأساسيات المعيشية اليومية.
لذلك، فإن التناقضات الخاصة بالانتقال إلى المجتمع ما بعد الصناعي وتقنياته المتطورة للغاية، وما ينجم عنهما من ترسبات اجتماعية سوف تستمر بالبلدان المتقدمة في الفترة القادمة، وهو ما يتطلب معالجة موضوعية لتجنب القلاقل التي يمكن أن تنجم عنه، ودعم السلم الاجتماعي لاستقرار هذه المجتمعات وتقدمها، فالخسائر التي نجمت عن احتجاجات «السترات الصفراء» باهظة جداً، كما زادت أعباء الموازنة لتتجاوز عشرة مليارات يورو، ما سيرفع عجز الموازنة العامة إلى 3.4%، علماً بأن بعض القوى المخربة والفوضوية دخلت على خط الأزمة، وقامت بحرق وتدمير بعض المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، ..