أحدث الأخبار
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد

«عايشين».. فعلاً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-11-2018

«عايشين».. فعلاً! - البيان

يستوقفني هذا الحوار: يسأل أحدهم رفيقه أو صديقه وربما أخاه: كيف الحال؟ فيتنهد الآخر مجيباً: «الحمد لله، عايشين»!بأي معنى يمكنك أن تفهم هذا الوصف «عايشين»؟ بأن صاحبه يعيش الحياة كيفما اتفق، قابلاً ومتقبلاً كل ما تمنحه إياه من أعطيات، هبات، إشكالات، حرمان، نجاح.. فتتساوى الأحوال كلها عنده، وبالتالي يتساوى تعبيره عنها بذات البرود وبالهدوء القاتل نفسه. 

 «عايشين»، ثم يغير موضوع الحديث حتى لا يسأله أحد في التفاصيل، خوفاً من الحسد أو خوفاً من انكشاف تفاصيل حياته الخاصة، لكنه يظل حريصاً، فلا يعطي أي انطباع بأنه سعيد جداً إلى تلك الدرجة التي تجعله راغباً بالفعل في أن يطير فرحاً كعصفور الحديقة الملون، أو أن يغني بصوت عالٍ، لأن هناك ما يدفعه لذلك، كأن يكون قد حصل على زيادة في راتبه، أو حظي بترقية، أو حقق تألقاً من خلال مشروع جديد قدمه لمؤسسته، أو لأن أبناءه حققوا نتائج باهرة في آخر العام.. إلخ. 

 أمور كثيرة تجعلنا نعبر عن حالتنا الشعورية بتلقائية غامرة فنندفع للغناء أو الرقص أو الثرثرة أو شرح حالتنا من دون أن نفكر كثيراً في العين والحسد والاختباء خلف التحفظ والوقار و.. إلخ، ففي النهاية لا يفوز إلا الجسور بمتعة الاحتفاء بالحياة، هذا الفن الرفيع الذي لا يجيده إلا محترفو الحياة، الذين عرفوا الطريق فعلاً نحو حقيقة الحياة.

 على كل واحد منا أن يتدرب على قول لا، حين تكون هذه الـ ( لا ) دفاعاً مشروعاً عن حق البهجة، (لا) لمن يمنعك من ممارسة الحياة بتلقائية، (لا) لمن يصنع لك قيوداً يستلها من كتب صفراء وعقليات تشبه أحافير المتاحف، (لا) لمن يريد أن يقمع انطلاقتك نحو حياة ملونة بالضحك والعمل والمتعة، حياة كطقس أبيض بسيط ومبهج ولا يدفعك للملل. 

 لا بد من الاعتراف بأن كثيرين منا لديهم كل مقومات الحياة، لكنهم لا يعيشونها فعلاً، لا يشعرون بما بين أيديهم، لا تتسلل البهجة إلى قلوبهم بسلاسة ولا ينطلقون بخفة طفل وطائر وصبي مشاغب، لديهم كل شيء إلا الحياة، هؤلاء يحتاجون لمن يسر إليهم باستمرار أن يستمع الواحد منهم إلى قلبه أولاً، فإذا امتلك المال فلينفقه على أشياء يحبها، وليضحك من قلبه، وليرقص حتى لو كان فاشلاً في الرقص، ليفعل ذلك تعبيراً عن سعادته لا لإظهار مواهبه في الرقص، وليلتقط صوراً غبية ومضحكة وتلقائية، فلا بأس أن نتصرف كالأطفال أحياناً.