فتحت الهند والصين ولأول مرة منذ 10 سنوات، النار ضد بعضهما البعض في منطقة حدودية منزوعة السلاح، وفق اتفاقية وقعت بينهما في العام 1996.

وقال المتحدث باسم الجيش الصيني الكولونيل تشانغ شويلي، في بيان، إن القوات الهندية "وجهت تهديداً بالأعيرة النارية إلى حرس الحدود الصيني الذي كان يتقدم بهدف إجراء مفاوضات، في الجزء الغربي من الحدود الصينية الهندية"، مضيفاً أن حرس الحدود الصيني اضطر بدوره إلى اتخاذ "إجراءات مضادة لفرض الاستقرار في المنطقة".

وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني للجيش الصيني أن القوات الهندية تعدت "بشكل غير قانوني باتجاه الضفة الجنوبية لبحيرة بانجونجتسو في الجزء الغربي من الحدود الصينية الهندية في 7 سبتمبر الجاري".

وتعد هذه المرة الأولى التي تتبادل فيها الدولتان إطلاق النار في منطقة منزوعة السلاح منذ مقتل 4 جنود هنود بنيران صينية على الحدود في أكتوبر 1975.

بدورها، نفت نيودلهي الاتهام وقالت إن الجيش الهندي "لم ينتهك أو لجأ إلى استخدام أي وسائل عدوانية، بما في ذلك إطلاق النار".

فيما قالت وزارة الدفاع الهندية، في بيان، إن "الصين تواصل القيام بأنشطة استفزازية بهدف التصعيد".

كما شددت على أن نيودلهي "ملتزمة بتهدئة الأوضاع عند خط السيطرة الفعلي".

يأتي هذا بعد أن كشفت وكالة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"،  الإثنين 7 سبتمبر 2020، إن عسكريين صينيين قاموا باختطاف 5 مدنيين هنود في منطقة حدودية مع الهند.

ونقلت "بي بي سي" نقلت عن تابير غاو، النائب البرلماني عن ولاية "أروناتشال براديش" الهندية، قوله إن القوات الصينية قامت باختطاف المدنيين الهنود، يوم الثالث من سبتمبر الجاري.

بدوره، قال وزير شؤون الأقليات الهندي، كيران ريجيجو، إنهم أبلغوا السلطات الصينية بالأمر وينتظرون رداً منهم.

الناطق باسم الخارجية الصينية، جاو ليجين، قال من جانبه إنه ليس لديهم أية معلومات يمكن مشاركتها فيما يخص بالمدنيين الـ5 المفقودين.

وتأتي هذه الحادثة بعد اتفاق وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ ونظيره الصيني وي فنغ، السبت، على اتخاذ خطوات من شأنها خفض التوتر المتزايد بين البلدين وإنهاء الأزمة الحالية في المنطقة الحدودية.

وذكرت صحف هندية أن وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ التقى نظيره الصيني وي فنغ، في العاصمة الروسية موسكو، على هامش مشاركتهما في اجتماع منظمة "شنغهاي" للتعاون (حكومية دولية).

فيما قالت وزارة الدفاع الهندية، في بيان، إن الوزيرين اتفقا على العمل على تخفيف حدة التوتر على امتداد حدودهما المتنازع عليها وعدم اتخاذ خطوات من شأنها زيادة التوتر أو زيادة تعقيد الوضع.

ووفق البيان، شدد سينغ على أهمية السلام على الحدود في العلاقات مع الصين، وأنه ينبغي على الجانبين إبقاء قنوات الحوار العسكري والدبلوماسي مفتوحة.

من جهتها، قال وزير الدفاع الصيني إنه يتعين على الجانبين الإسهام في السلام والاستقرار من أجل الحد من التوتر، حسب بيان صادر عن وزارته.

وأعرب الوزير عن عزم بلاده على حماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.

وفي عام 1993، اتفقت نيودلهي وبكين على أنه لا يجوز لأي من الطرفين "استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الآخر بأي وسيلة على أي من جانبي خط السيطرة الفعلي".

وخط السيطرة هو خط الترسيم الفاصل بين الأراضي التي تسيطر عليها الهند والأراضي التي تسيطر عليها الصين في إقليم اتحادي هندي في لداخ ومنطقة التيبت ذاتية الحكم في الصين.