أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

الشهيدة رزان.. والتهمة إنسانة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 04-06-2018

كانت رزان تمتلك طموحاً فذاً وإرادة عظيمة، وكانت الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة لها بالمرصاد؛ إلا أنها لم تستسلم لهذه الظروف، فقد كان طموحها أن تعمل في صفوف الكوادر الطبية لتداوي جراح الناس.
لم يكن بمقدور عائلة رزان توفير الرسوم الجامعية لها بسبب الفقر وضيق الحال، نتيجة فقدان والدها مصدر رزقه بعد أن تعرّض لقصف إسرائيلي خلال عدوان عام 2014، وحالها وحالهم هذا يتشابه مع حال غالبية السكان هناك، في ظل نسب بطالة وفقر هي الأعلى عالمياً بسبب حصار الاحتلال وعدوانه والإجراءات الظالمة التي يتعرض لها القطاع.
رزان في المقابل تمسّكت بحلمها وقاومت هذه الظروف، فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية وتطوعت بالمراكز الصحية والمستشفيات، حتى تحصل على الخبرة الكافية التي تجعلها أقرب لحلمها.
وحين انطلقت فعاليات مسيرة العودة الكبرى، وجدتها من أول يوم في مقدمة الصفوف، وحين لم يكن في المكان كله أية نقطة طبية لإسعاف المصابين كانت هي نقطة طبية متنقلة، وبادرت لتشكيل أول خيمة طبية، ولم أكن أراها إلا تركض وتركض وتخشى أن يصاب أحد بمكروه دون أن تتمكن من الوصول إليه.
لقد وصلت لمئات الجرحى والمصابين المختنقين بالغاز، بعضهم يكون محاصراً في الخطوط الأمامية ويتطلب الوصول إليه وإنقاذه قلوباً شجاعة كانت تقودها في الكثير من الأحيان بطلة اسمها رزان النجار.
كنت أراها دائماً هناك في المخيم، كانت رغم شجاعتها خجولة، عيونها تلمع من احتباس الدموع، وملامحها حزينة من هول ما ترى في محيطها، تركض كلما سمعت صوت الرصاص باتجاهه لتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بتفانٍ شديد وهمة عالية.
وهي المتطوعة التي ما كانت تبحث عن عمل بقدر ما تبحث عن ذاتها وعن دورها في هذه الحياة، كحال غالبية الشباب هناك في ظل هذا الواقع المغلق، وكانت تسابق الكوادر الطبية الرسمية وتتفوق عليهم في الكثير من الأحيان، ولم تكن تتغيب لو ليوم واحد عن المخيم والفعاليات، كانت أيقونة حقيقية يعرفها كل رواد المخيم وزواره من شدة نشاطها.
رزان المُتعبة من قهر الظروف والأوجاع ومن ظلم الاحتلال وحصاره، وقفت أمام كل العقبات شامخة مثابرة، متحدية وصابرة، حتى على تلك الألسنة التي ما فتئت تسخر منها ومن جهدها أو تقلل منه أو تزايد عليه، وقد ردت على هؤلاء قبيل استشهادها بأيام من خلال كلمات على حسابها على «فيسبوك»، طالبة منهم أن يسكتوا عن المزايدة وإيذائها وإيذاء المشاركين في هذه المسيرات، وأضافت أنه لم يجبرها أحد على القيام بهذا الدور أو الذهاب إلى ذلك المكان، وأنها ورفاقها هم من يصابون وهم من يتعرضون الأذى وهم من يتألمون ويعرفون ما قد يواجهونه.
يوم الجمعة الماضية، ركضت هذه الأميرة الصغيرة نحو الخطوط الأولى لإسعاف بعض المصابين، إلا أن جندياً «إسرائيلياً» مجرماً قنصها في صدرها، ذلك الصدر الذي كانت تحمل فيه شغفها وطموحها وأمنياتها وروحها الجميلة وقلباً يمنح الحب، وارتقت على إثر ذلك إلى السماء.
من رأى وداعها ورأى جنازتها ورأى الدموع في عيون الناس، عرف من هي رزان.. لا تكفي السطور لتعبّر عن خلجات القلب تجاه الملاك الجميل، أقل الوفاء أن نتذكرها ونتذكر من هم مثلها من الأبطال في شتى الميادين، وأن لا نترك القضية التي كافحوا لأجلها أو على الأقل أن لا نخونها أو نطعنها من الخلف.
رحمها الله وطيّب ثراها، كانت عطوفة وطيبة ومعطاءة، كان لها طموح وكان لها قلب… كانت إنسانة.