أحدث الأخبار
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد

في الضحك والذين لا يضحكون!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-09-2017


كلنا جرّب هذا الموقف، تقول لأحدهم نكتة أو ترسل إليه رسماً كاريكاتيرياً ساخراً أو مقطعاً طريفاً لمجرد الضحك لا أكثر، فلا يأتيك منه أي تعليق، وإن فعل وجّه إليك سؤالاً عن النكتة أو المزحة، سؤالاً يقتل الابتسامة في قلبك لحظتها، وتتمنى أنك لم ترسل إليه شيئاً!

أنت لا تريد أن يشاركوك الضحك، أحياناً تريدهم أن يضحكوا أو أن يتدربوا على الضحك، أن لا يشرحوا الكاريكاتير، وأن لا يحللوا دم النكتة، النكتة لا تفسَّر، لكنها تحتاج إلى خفة الروح وسرعة البديهة، وكثيرون فقدوا هذه السمات الإنسانية الفطرية مع الأسف، صاروا يفهمون أفلام الرعب ومشاهد القتل بشكل أكثر سرعة.

هناك أشخاص يكرهون الضحك فعلاً، وهم معنا وحولنا موجودون في كل زمان ومكان، تحدّث عنهم الروائي ميلان كونديرا في روايته «الضحك والنسيان»، هؤلاء كما يصفهم في روايته أناس نزيهون ومحل احترام، إضافة إلى أنهم أذكياء وأصحاب أخلاق جيدة، وليس هناك ما يمس عقولهم، لكنهم لا يقدرون على التعامل السلس مع الضحك، وإن عدم قدرتهم هذه كامنة في أعماقهم لا يريدون تغييرها أو فعل شيء إزاءها، وفي الوقت نفسه فإنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً باتجاه تحريك هـذا الموقف الصارم لديهم تجاه الضحك، كل ما في الأمر أنهم لا يُقَدِّرون جدوى الضحك، فإذا كنت على النقيض منهم فما عليك سوى تفهم هذه الحقيقة والتصرف بما تقتضيه طبيعتك؟

كونديرا كاتب تشيكي قضى سنوات في المعتقل وفي الهجرة، وعاملته بلاده بقسوة إلى درجة سحب الجنسية منه بسبب كتابه، لأنه اتخذ موقفاً مناقضاً للفكر الشيوعي السائد في بلاده، ومع ذلك فالرجل يقول: «لا أستطيع شيئاً إزاء الذين يكرهون الضحك، ولأنني لا أريد أن أكرههم، فإنني أتجنبهم كي لا ينتهي بي المطاف كرجل أغمد السيف في قلبه قهراً» كنايةً عن اليأس!!

روح الفكاهة والضحك لم تولد مع الإنسان، إنما هما من مكتسبات ثقافة الزمن الحديث، وهما مكتسبان عظيمان حقاً، لذا فإن الضحك حتى اللحظة ليس في متناول الجميع، فطوبى لمن كانت حياته صعبة وحياته قاسية تتقطر ألماً، ومع ذلك فإنه يظل قادراً على الضحك والابتسام، أما الدين العظيم الذي يأمر بالثقة بالله، وبالتفاؤل، جاعلاً من ابتسامة الإنسان في وجه الآخرين صدقة وفعل عبادة يقربه لله ويؤجر عليه، فلا يمكن أن يحرِّم الضحك كما يعتقد البعض، هذا البعض الذي يرى الدنيا من ثقب إبرة فيمعن في تضييق الحياة على الناس انطلاقاً من ضيق نفسه!