أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

«بذلة الغوص والفراشة!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-07-2017


في هذا الكتاب الرائع للفرنسي «جون دومينيك بيبي» يحكي قصة مدير تحرير صحيفة (بعيد الشر عن الزميل مدير التحرير) يصاب بحادث معين فيفقد معه القدرة على الحركة والنطق والكلام، ولا يستطيع سوى أن يقوم بتحريك رمش عينه اليسرى، الذي يبدأ التعامل معه للتعاطي مع العالم الخارجي بل وللكتابة أيضاً، وهو ما يشير إليه العنوان الفرعي للرواية: الرواية التي كتبت برمش العين اليسرى!

بالفعل بعض دور النشر يمكنك شراء أي عنوان منها.. لأنك تعرف أن كل ما يصدر عنها يستحق القراءة!

بذلة الغوص والفراشة.. لا أعرف لماذا ترجمها المترجم بالذال فأصبحت بذلة رغم أن المسلسلات التلفزيونية وهي نبع الثقافة لدى العرب علمتنا أنها (بدلة) بالدال.. المهم أن بدلة الغوص تمثل الثقل الذي أصبح مدير التحرير يشعر به في جسمه وعجزه عن التعاطي الحر مع محيطه بعد الحادث.. بينما الفراشة هي روحه وذكرياته التي وجد أخيراً فسحة كاملة من الوقت لاسترجاعها والتمحيص فيها، ووضع يده على مكامن السعادة واللذات البسيطة التي كانت موجودة فيها، ولم يسمح له إيقاع الحياة السريع مسبقاً بأن يختبرها.

ورغم السخرية اللاذعة في أسلوب مدير التحرير (في الرواية لا في صحيفتنا) فإن ألم التجربة الكبير يدق ناقوساً للتساؤل لدى القارئ.. ألم أن تريه ابنته الصغرى لوحة رسمتها فلا يستطيع أن يتلفظ بكلمة تشجيع واحدة يقولها لها... ألم أن يجلس ابنه بجوار سريره ويحدثه عن مشكلاته فلا يستطيع أن يشير عليه ولا أن ينصحه.. ألم ألا يستطيع أن يملأ فراغ وحزن والده العجوز عليه.. أنواع مختلفة من الألم لم يختبرها حين كان بصحته.. وأنواع مختلفة من السعادة البسيطة أضاعها في خط متواز.. والتساؤال الرئيس بعد أن اجتر لقاءاته مع المشاهير والسياسيين والممثلين وغيرهم ممن كانت حياته تضج بهم.. ماذا تمثل مشكلات العالم الكبرى من أهمية.. حين تكون لدى كل منا مشكلته الشخصية التي تمنعه من أن يعيش حياة طبيعية؟!

قد يعده البعض أمراً تافهاً ولكنك تتساءل عن كم الألم الذي تحمله وهو يحكي عن الحرب التي كان عليه أن يخوضها فقط لكي ينبه الممرض بأن الشوط الثاني من مباراة يتابعها سيبدأ قريباً، وأن عليه أن لا يطفئ التلفاز في هذه اللحظة.. اللحظة التي يشعر معها بالعجز الكامل.. عجزه عن إيصال معلومة علاوة على العمل بها أو لفظها.

حين تغلق غلاف الرواية الأخير.. فأنت تتحسس أطرافك تلقائياً.. وتسجد لله سجدة شكر على نعمته البسيطة.. تلك النعمة التي لم نعد ندرك أهميتها لفرط بطرنا وطموحنا.. نعمه أننا نتحرك بحرية وبأطراف سليمة.. ونستطيع أن نتناول غداءنا بمفردنا.. ونذهب لقضاء الحاجة بمفردنا.. ويالها من نعمة..

بدلة أو بذلة الغوص والفراشة.. أوراق ملونة كجناح فراشة تغوص بك في أقسى حالات المعاناة الإنسانية وتحزنك للحد الأقصى.. لكي..

تدرك ما أنت فيه من السعادة..!!