أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

صوت المفاتيح

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-06-2017


انتبه أبو عبد الله من غفلته على وقع جياد موكب الملكين الكاثوليكيين «إيزابيلاّ وفيرناندو»، وهي تدق صخور الرّابية على سفح جبل الرّيحان، ثم انقطعت الأصوات إلا من همهمة الجياد تنفث البخار من مناخرها في يوم شتوي قارس. همّ أبو عبد الله أن يترجل عن جواده ويتركه، ولكن فيرناندو منعه وعانقه بعطف. أدخل أبو عبدالله يديه في حقيبة على جواده، وأخرج مفاتيح كبيرة؛ التفت بعينيه دون أن يستدير إلى من خلفه ثم خاطب فيرناندو: هذه مفاتيح مدينة غرناطة، هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانيا، وقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، فهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً.
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية، وهي تنتقل من يد فيرناندو لأيدي كبار رجاله؛ تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة، وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبا عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»؛ ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال»، أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان في 2 يناير من عام 1492:
- أبو عبدالله الصغير، آخر ملوك دولة بني الأحمر في الأندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه، ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفيرناندو ملكا قشتالة وأراغون، ثم محررا إسبانيا، ومكتشفا أميركا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
-العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. انقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير، وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.

بالعجمي الفصيح
التاريخ ذو مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث. فهو يذكر الإسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى، فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف، فما زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، وما زال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.;