أحدث الأخبار
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد

«بلا رتوش..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-06-2017


كنت أعتقد أن قناة (بي.بي.سي) لن تعاود الاتصال بنا أبداً..!».

بهذه العبارة عبر المحلل السياسي، روبرت كيلي، عن مخاوفه في اللقاء التلفزيوني التحليلي الأشهر، الذي كان يقوم به مع قناة شبكة الإذاعة البريطانية، وهو لم يكن يعتقد بالطبع أن القناة لن تعاود الاتصال به بسبب آرائه السياسية، بل لسبب آخر تماماً، هو تلك اللقطات الشهيرة التي تظهر ابنته ذات الأربع سنوات تقتحم الغرفة، وتمشي في الغرفة خلفه على طريقة نعمان.. وما زاد الطين بلة هو دخول ابنته الرضيعة، ومن خلفهما الناني التي اتضح في ما بعد أنها زوجته، إلى آخر الإحراجات في الفيلم، والمقابلة التلفزيونية الأشهر التي لا شك في أنك شاهدت أو سمعت جزءاً منها.

اللافت للنظر في القصة كلها؛ هو أن مخاوفه لم تكن في محلها على الإطلاق، فالناس لم تستقبل لقاءه التلفزيوني بتهمة عدم الحرفية، أو النصاب الذي اتضح أن مكتبه يقع في المنزل.. أو مسخرة المحللين الذين لا يقفلون الأبواب بشكل جيد قبل اللقاءات المهمة؛ بل ما حدث هو أن الناس في العالم كله أحبوا هذه اللقطات التي تظهر أسرة عادية شرقية – غربية، كما هي دون رتوش.. أحب الناس الوقع الطبيعي للحياة.. مشاغبة الأطفال، مشيتهم المضحكة، غباء الرضع، ردود فعل ربة المنزل، حينما تحس بأنها ارتكبت مصيبة؛ انحراج رب العائلة.. أحب العالم ذلك كله أكثر مما أحب التحليل السياسي، الذي كان الدكتور كيلي يصبه في آذانهم، والذي لا يذكر عنه أي أحد أي شيء، بينما خلدت مشاهد الأطفال في تلك المقابلة في التاريخ، وشاهدها حتى الآن أكثر من 60 مليون شخص، لم يهتم أحدهم بمعرفة رأي والدهم السياسي.

ذلك اللقاء البسيط الشهير، يعلم عشاق الوقوف أمام الكاميرات درساً مهماً..

كم نحاول أن نرسم لأنفسنا شخصيات جادة، حرفية، عالمة ببواطن الأمور.. كم نبحث ونتحذلق ونلوي أعنة الحروف والكلمات لنصل في ما نعتقد إلى قلوب وعقول الناس.. بينما الأمر أبسط من ذلك بكثير.. كل ما نحتاج إليه ربما ذات لقاء هو أن نلقي بأقنعتنا إلى المخرج، ونترك الناس ترانا كما نحن بكل حماقاتنا، بكل بساطتنا، بكل ردود أفعالنا الإنسانية العادية!

وعندها.. سيفاجئنا كمّ القبول والانتشار؛ لأن الناس تحب الحقيقة كما هي، بلا تعقيد!

ويكفي أن التعريف الرسمي للدكتور روبرت كيلي، على الموسوعة المفتوحة، يذكر في خانة أهم الإنجازات والمقابلات الصحافية تلك المقابلة التي اقتحمت فيها ابنته الغرفة. لكن الموسوعة لم تذكر أنه كان اقتحاماً لقلوب الملايين في الوقت نفسه، ونداءً للعودة إلى حياتنا بلا رتوش!