أحدث الأخبار
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد
  • 11:02 . مدارس تُقيّم أداءها في الفصل الدراسي الأول عبر آراء أولياء الأمور... المزيد
  • 10:55 . مجلس النواب الأميركي يوافق على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا... المزيد
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد

المنطقة بين تركيا وإيران

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 02-05-2017


خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة التركية تواجه تحديات لن تتمكن من الصمود أمامها، اليوم انعكست الآية، النظام الإيراني متوتر ومرتبك، ويرتكب الخطأ تلو الآخر، ويخسر مكتسبات كبيرة دون أن يعوضها، في مقابل ذلك تعافى النظام في تركيا من آثار المحاولة الانقلابية، وسياسة أوباما البليدة في المنطقة، ويتجه اليوم لاستقرار شامل ويحقق تحالفات لم تكن متخيلة شرقاً وغرباً.
خلال الأيام الماضية تتابعت الأخبار من داخل إيران وخارجها حول تطورات خطيرة، صحة المرشد في تدهور، المرشد ينتقد الرئيس بشدة، نجاد يتقدم للترشح للرئاسة ويرفض، معارض إيراني يغتال في تركيا، وشحنة أسلحة إيرانية تصادر في ميناء تركي -وبحسب الدكتور محجوب الزويري أستاذ التاريخ المعاصر والخبير في الشؤون الإيرانية- فإن ذلك كله يشير إلى أن النظام في طهران منفعل جداً، وفي إطار هذا الانفعال يقدم على أخطاء جسيمة، كما أن اغتيال كريميان الإعلامي المعارض والمحسوب على مجاهدي خلق -إن صحت نسبته إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية- فهو يدل على ضعف قدرة النظام على السيطرة على أجزائه، مؤسسة دبلوماسية تتحرك لاحتواء تركيا والمحافظة على العلاقة مع روسيا، وأجهزة أمنية ترتكب اغتيالات على أرض تركية وتهرب الأسلحة عبرها، ولو حدث أن مات المرشد في خضم الانتخابات الرئاسية، فلا يستبعد أن ينهار الوضع سريعاً في طهران.
ومع ذلك -وعودة لكلام الدكتور الزويري- فإن عسكرة النظام في طهران، والتي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة ستعني أن أية حالة فوضى سيحسمها الحرس الثوري، والذي يجر إيران من ذيلها إلى حفرة لن تتمكن من الخروج منها، مؤسسة الحرس الثوري المتغلغلة في الاقتصاد والمجتمع والحكومة الإيرانية، متورطة في سوريا واليمن، وغير قادرة على تجاوز مشاريعها الفاشلة، ولا تحقيق مكتسبات حقيقية على الأرض، وهذا -على ما يبدو- تسبب في فقدها الرشد سياسياً، وممارستها لاستعراض قوة داخلياً وخارجياً، على حساب مشروع إيران الإقليمي واستقرارها الداخلي.
في مقابل ذلك تمكن أردوغان وفريقه في تركيا من تجاوز أصعب أزمة مرت بها حكومته، منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة، الخطر القادم من سوريا، والدعم الأميركي للأكراد، وتربص أعداء العدالة والتنمية المحليين والإقليميين بالنظام، كل ذلك اجتمع وتركز في محاولة انقلابية فاشلة كادت أن تعيد تركيا عقوداً إلى الوراء، وبعد تجاوزها تمكنت الحكومة من توظيف هذه الفرصة، والاستفادة القصوى منها، من خلال تصفية ما يسمى بالكيان الموازي، وتحييد المعارضة والمؤسسة العسكرية، وتطبيق التعديلات الدستورية، لتعود تركيا بعد ذلك إلى الالتفات إلى دورها الإقليمي وفضائها الاستراتيجي.
اليوم يبدو أن تركيا تمسك بخيوط اللعبة، من خلال علاقتها المتحسنة مع روسيا والولايات المتحدة، حتى أوروبا التي انتفضت ضد التعديلات الدستورية، تتوالى التصريحات منها الآن دعماً لاستئناف المفاوضات مع تركيا، وتحسين العلاقة معها، على لسان كبار المسؤولين الألمان وغيرهم، وعلى الصعيد السوري، ها هي روسيا تقترح مناطق آمنة، وهو الأمر الذي حاولت تركيا تحقيقه خلال السنوات الماضية عبر الولايات المتحدة وفشلت، فعلى الصعيدين الداخلي والخارجي يبدو أن تركيا اليوم تتجه نحو استقرار تاريخي.
لا شك أن السرعة التي حدثت فيها هذه التطورات مقلقة من ناحية، فكما أن الوضع انقلب بهذه السرعة، فلعل الأيام حبلى بأحداث تقلب الأوضاع في الجهة المعاكسة، ولكن المعطيات اليوم لا ترشح حدوث ذلك.
وهنا يجب أن لا نحمّل هذه الأحداث ما لا تطيق، الحالة الإيرانية لا تعني أننا سنشهد انهياراً تاماً للنظام، والأجسام التي يديرها إقليمياً، ولا الحالة التركية تعني أن تركيا ستحسم الأمر في أزمات المنطقة خلال أيام، الواقع اليوم يخبرنا أننا أمام مستقبل جديد، ليست الصورة فيه بالقتامة التي كانت عليها خلال الأعوام الماضية.
نحن اليوم لا نتحدث عن تمدد إيراني بل انكماش، ولا نتحدث عن انهيار النموذج التركي بل عن صموده، ولا شك أن المنطقة ستمر بتحديات جسيمة خلال الفترات المقبلة، ولكن يمكننا الآن -على الأقل- تنفس الصعداء، ولو بحذر حول مآل الأحداث، هناك اليوم بصيص أمل حول الحد الأدنى من الطموح، وهو ألا يزيد التدهور عن الحد الذي وصل إليه حتى الآن.;