أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

صندوق الأحلام الذي انكسر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-03-2017


هذه الواقعة حدثت عندما كنا طالبات صغيرات، وبالرغم من مرور زمن طويل على تلك الواقعة، إلا أنها ما زالت تحتل من ذاكرتنا جزءاً مهماً، نذكرها ونتندر بها، ونضحك كلما استرجعناها، وبعيداً عن الضحك والتندر، فهي تجسيد حقيقي للطريقة المثلى التي يستطيع بها المعلم أو المربي عموماً، أن يحطم أحلام وموهبة وتطلعات تلاميذه، أو من يقوم على تربيتهم وتعليمهم.

ففي تلك السنوات، كانت معلمة التربية الفنية، تطلب منا التفكير في عمل فني، أو ما كانوا يسمونه الأشغال الفنية، وحين فكرت واحدة من صديقاتنا في عملها الخاص وأتت به في صندوق صغير، سعيدة متباهية ببراءة طفلة، هداها تفكيرها لما أتت به، كانت ردة فعل المعلمة أقسى وأسوأ مما يمكن تخيله، وأصعب من أن يمحى من الذاكرة!

لقد أمسكت بذلك الصندوق الحلم، وقذفت به من النافذة، وسط صراخ لا مبرر له، فظل ذلك الموقف محفوراً في ذاكرتنا حتى اليوم!

في الدارجة الإماراتية، يقال للشخص المثبط للهمم، الذي يغلق أبواب الأمل في وجوه الآخرين، بأنه (يكسر المجاديف)، فحين تجد شخصاً يظهر بعض النبوغ في مجال ما، أو تلمح فيه علامات تفوق لافتة للنظر، ثم تستنكف أن تعترف له بهذا التفوق، وتأخذ في السخرية منه أمام الآخرين، مستبعداً أن يكون هو صاحب هذا الإبداع، أو أن يمتلك أصلاً نبوغاً أو تفوقاً، حين يكون هذا موقفك، فأنت مكسر مجاديف بامتياز، ومع سبق الإصرار والترصد، مع أنك في قرارة نفسك متأكد من موهبته، لكنك غير راغب، لأسباب تعود إليك، في الاعتراف له بذلك!

الذين يكسرون مجاديف الآخرين، هم أولئك الذين لا مانع لديهم من رؤية هؤلاء يغرقون وسط البحر، دون أن يجدوا المجداف الذي يعينهم على الوصول إلى الهدف، والذين يكسرون مجاديف الآخرين، لا يمتلكون سفناً ولا مجاديف في الأساس، ولا يعرفون مهارة ركوب البحر أو التجديف إلى شواطئ أخرى.

هم خالون من المواهب عادة، مترددون وتقليديون، وواقفون على نفس الأرض، يراقبون حركة الآخرين وعلو هممهم وتفجر مواهبهم، فتصيبهم الغيرة ويركبهم الحسد، فإذا أبحر شخص بموهبته، غافلوه وغدروا به وكسروا مجدافه سراً أو علانية!

يحدث أن يكسر مجدافك أو يحبطك زميلك في العمل، فقديماً قيل (عدوك صاحب مهنتك)، أو رفاقك وزملاؤك في الفصل، لكن أن يحطمك ويكسر مجاديف نجاحك وموهبتك معلمك، أو من يقوم بتربيتك وتوجيهك، فهذا ما لا ينسى، وهذا من أخطر ما يتعرض له الطلاب والتلاميذ في مسيرتهم التعليمية.

وهم بالكاد يكتشفون ملكاتهم ومواهبهم، أو يريدون من يساعدهم على اكتشافها وصقلها وتوجيهها، ثم نتساءل أين المبدعون في الفن والموسيقى والكتابة والـ.. إلخ؟، إذا كان المعلم سيلقي بموهبتك أو أحلامك من أقرب شباك له، فأي موهبة سيربي أمثال هؤلاء؟!!