أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

«ثماني ساعات وست وعشرون دقيقة..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 28-03-2017


كانت تلك هي كل المدة الإجمالية للأزمة القصيرة حين حاصرت مياه الأمطار فريجنا من أربع جهات..

بعد الساعة الأولى: بحث الجميع عن جارنا المقاول الذي قام بهندسة وبناء ثلاثة أرباع البيوت في الفريج.. ولكننا لم نعثر عليه.. كان هاتفه مغلقاً.. مازلنا نبحث عنه إلى اليوم.. خصوصاً أن أحدهم أقسم بأنه سيغلق به فتحة السطح التي يتسرب منها الماء إذا عثر عليه.

بعد ساعتين وعشر دقائق: أذن المسجد لصلاة الفجر، وهنا شب نزاع كبير بين جارين لنا تناقشا حول قضية فقهية في إمكانية الصلاة في المنازل أو ضرورة الذهاب للمسجد.. احتد النقاش قليلاً ثم قرر كلا الجارين تكفير فقهاء الجار الآخر.. والنتيجة أننا لا صلينا.. ولا بقيت القلوب متوحدة.

بعد ثلاث ساعات وست دقائق: خرج علينا مخلوق كثيف الشعر رائحته كسكان الكهوف يحمل أجهزة اتصال شخصية عدة.. به ملامح موروثة من أحد الجيران.. سأل الجمع الواقف: ليش الواي فاي مقطوع؟ هنا انتبهت الجموع إلى أن المياه قد تسببت في قطع الكهرباء.. نظرنا بتقدير للعامل البنغالي الذي جاء من قرية يغمرها الفيضان مرة كل ثلاثة أشهر ولم تغب برودكاستاته عنا قط!

بعد أربع ساعات وعشرين دقيقة: كان وقت خروج الموظفين إلى الدوامات وقد ملأ جارنا «الإيجابي» الفريج لعنات ومسبات، لأنه لم يستطع إخراج سيارته من المرآب بسبب المياه.. وبالتالي تعذر التحاقه بالدوام لحث الموظفين على الإيجابية!

بعد خمس ساعات وخمسين دقيقة: خرج جارنا التاجر من منزله سعيداً، فرغم أن الحالة تقع ليوم واحد في العام فإنه «حاسب حسابه» وبيته مرتفع عن منسوب المياه، وكراجه مؤهل للتعامل مع الحالة.. التجار هم القيادة الأفضل في الأزمات.. تذكرت شعار مولانا ترمب: لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى!

بعد سبع ساعات واثنتين وثلاثين دقيقة: بدأ الجمع ينفض وقام أحد الجيران من بقايا الطيبين بإخراج سيارته بعيداً عن الأعين، وغسلها بمياه الأمطار استجلاباً للبركة ودرءاً للعين.. البعض يتهمونه بالبخل وبأنه يوفر عشرين غسيل السيارة.. ولكن من قال إن الطيبين لم يكونوا لحوفاً؟!

بعد ثماني ساعات وست وعشرين دقيقة: خرجت زهور الحي يرتدين ملابس شتوية لطيفة وقد أعدت كلٌ منهن قارباً ورقياً من بقايا كتاب مدرسي لم يعدن بحاجة إليه.. أرسلنها بطيئة وواثقة في المياه.. وملأن الفريج بأصواتهن التي لا ترى في الأزمة إلا فرصة أخرى للحب والضحك والحلم!