أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

تحت شمس القاهرة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-02-2017


لكل شعوب الأرض سمات يتميزون بها، أو يُعرفون بها عبر الزمن، الكرم، خفة الظل، البخل، التجهم، الدقة، حب الفن.. إلخ، ومع ترديدها والكتابة عنها وحولها، تصير تراثاً شفهياً ومكتوباً، تخلد ككتابة فرعونية على مسلة أو حجر ضخم حتى ليستحيل التبرؤ منها، المهم في كل ذلك أن تلك السمات التي تصير كهوية ثقافية لأمة بكاملها لا تكون حقيقية دائماً، وإن كانت حقيقية فقد جرى عليها الكثير من التغيير والنحت والتعديل، وأحياناً تلصق ببعض الشعوب أو الفئات الاجتماعية سمات ليست حقيقية أبداً، وفيها الكثير من التجني والسخرية لأغراض مختلفة، لكن الناس يكررونها ويستعيدونها للأسف!

من سمات الشعب المصري التي يسلّم بها الجميع خفة الظل، وسرعة البديهة والنكتة الحاضرة في كل الظروف والمواقف، ومن سماته أيضاً الكرم، وهي سمة يتشاركها مع إخوته العرب، والـ«جدعنة» ذلك المعنى المرادف للشهامة، المصريون شعب يجيد الاحتفاء بأصدقائه، يعرف كيف يستقبلهم ويقضي معهم وقتاً جميلاً، لأن في مصر متسعاً من الوقت والأمكنة والمباهج التي تجعل الوقت يمضي بشكل مختلف وخفيف جداً، وسيكون الطقس صديقك إذا تصادف وجودك في القاهرة شتاء، بينما أشعة الشمس تدق نافذة غرفتك منذ الصباح الباكر.

تحت شمس القاهرة، وفقط إذا كنت تحظى بأصدقاء حقيقيين «غير الحقيقي موجود في كل زمان وزمان»، فإن فرصة اكتشاف وجه المدينة التي لا تكشف وجهها للسائح العابر، والإنصات لنبض حياة الناس الحقيقية التي لا تكتب عنها الصحف والمجلات، وتتبع سيرورة الحياة اليومية والاعتيادية، ستكون بلا شك فرصة لا تعوض ولا تفوت، ولا يقودك إلى طرقاتها المتداخلة إلا أبناء المدينة أنفسهم، حيث ستتيقظ حواسك للتفاصيل البسيطة، فتعرف بقلبك الطريقة التي يخترع بها المصري قدرته السحرية على الضحك واختراع الفكاهة والمزاح والسخرية واللامبالاة، للتغلب على مآزق السياسة وهزائم كرة القدم ونكد انهيار الجنيه أمام الدولار ومحنة ارتفاع الأسعار الجنوني!

للمصريين تراث عميق من السخرية كمضاد حيوي لمقاومة الأزمات والمشاكل، أو لتضخيمها أحياناً، ومن هنا اقترنت الشخصية المصرية بالفكاهة والنكتة، فواحدة من الطرق التي يُمتدح بها شخص أن يقال إنه جدع وشهم وابن نكتة، ابن النكتة هذا هو أيوب المصري الصابر الذي لا حدود لصبره.

أن تزور مصر سائحاً، أو حاضراً ندوة أو مؤتمراً، أو عابراً على عجالة، لا يخولك أن تقول إنك عرفتها حقاً، ما لم تغص في عروقها فعلاً، وما لم تكتشف كيف يولد المصري سخريته ولماذا ومتى؟ لماذا يسخر من ساسته وسياسييه، كيف يقاوم انهياراته بالضحك المر، كيف يغزل نسيج حياته من أكثر الخامات بساطة، وكيف يستمر في الحياة التي لا يمكن لأي منا أحياناً أن يتصور إمكانية وجودها!