أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

للرجال فقط!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-02-2017


قد تبدو ملاحظة عابرة، وربما اعتراضاً شديد اللهجة ضد النساء، وسواء كانت ملاحظة أو اعتراضاً فإنها تتكرر كثيراً، وتحديداً على ألسن وفي كتابات السادة الرجال، ورد ذات مرة في مقال لأحد الزملاء الذين يتمتعون بحسن السخرية اللاذع، وفي مداخلة تفضل بها زميل في مؤتمر، وطبعاً في العديد من صفحات مواقع التواصل، البارحة وصلتني رسالة تحمل هذا الاعتراض، يطلب فيها صاحبها تفسيراً مقنعاً للحالة، والحالة هي: إنه على الرغم من أن المرأة تحارب وتكافح وتتمنى مساواتها بالرجل منذ مئات السنين في ما يتعلق بالحقوق، فإنها ما زالت تطالب بمعاملة خاصة حين يتعلق الأمر بالواجبات المترتبة! فتأتيك إحداهن لتسأل في مكان تلقي خدمات عامة: لماذا لا توجد لديكم مقاعد للنساء أو أماكن مخصصة للسيدات؟ هذه المرأة تتوقع دائماً أن تفتح لها الباب وتدعها تدخل أو تخرج قبلك، فقط لأنها امرأة! فأين المطالبة بالمساواة؟ (هذا هو سؤاله أو اعتراضه بالضبط).

واضح جداً أن قضية المساواة القانونية، ونعني هنا المساواة أمام القانون والحقوق الدستورية، أي حقوق المواطنة السليمة، تزعج بعض الرجال، حتى لا نقول الكثير من الرجال، هذا الانزعاج الذي يبدو واضحاً في تساؤل القارئ، والذي يحمل علامات تهكم واضحة، لكنه التهكم القائم على خلط المفاهيم وعدم فهمها بشكل صحيح، فهناك فرق بديهي بين المطالبة بالمساواة ومنح المرأة حقوقها الدستورية كاملة، وتمكينها في كل مجالات العمل والمشاركة، وبين الاحتفاظ بأقصى درجات الذوق والأدب والأخلاق في التعامل معها، ففي هذه المنطقة يقع الخلط وسوء تقدير المواقف للأسف!

إن الرجل الذي يرى امرأة بحاجة لمساعدة فلا يفعل، أو واقفة في أي حافلة أو قطار مثلاً فيبقى جالساً يضع رجلاً على أخرى، بينما هي تقف طوال المسافة دون أن تتحرك شهامته ليمنحها حق الجلوس مكانه، هذا الرجل لا يلتزم بمبادئ المساواة أبداً، بقدر ما يكشف عن قصور في منسوب شهامته وأخلاقه، بالقدر نفسه الذي يكشف عن قصوره في فهم معنى المساواة والتوازن بين المرأة والرجل!

في الغرب، تعتبر متجاوزاً للقانون إذا لم تفسح المجال للأشخاص المعاقين والنساء مع أطفالهن والأشخاص الكبار - رجالاً ونساء - أن يجلسوا في المواصلات العامة ومواقف الانتظار وغير ذلك، هنا يكرس القانون مبادئ الذوق العام واحترام الطبائع والقدرات، بعيداً عن المساواة وعدم المساواة، فنحن محكومون بالآداب العامة وبحسن التربية، وبالذوق والأخلاق العامة والقيم الاجتماعية، مثلما نحن محكومون بالقانون، في الغرب بدأت القيم تأخذ مسارات مادية صرفة، ما جعل المشرع هناك يعيد لها اعتبارها بصياغات قانونية، أما في مجتمعاتنا فلاتزال للقيم والشهامة قوة فاعلة في سلوك الناس!