أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

أنا وتويتر

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 25-01-2017


أؤمن بالدور العظيم الذي تؤدّيه الوسائط الاجتماعية ليس في التواصل بين الأفراد فحسب، بل في نشر الوعي ومقاومة الدعاية. موقع تويتر تحديداً يمثّل لي نافذة أستروح منها عبير الحرية، وأقدّم من خلاله قراءة بديلة لما تخفي السطور في الصحافة المهيمنة. تويتر يشدّني، لكنّي أخشى الإدمان عليه، وكم حدّثتني نفسي بالتخفيف منه، أو ربما هجره بالكليّة. أحرص على عرض تدويناتي ببلاغة عملاً بقول أرسطو: «ليس كافياً أن يعرف المرء ما ينبغي أن يُقال، بل يجب أن يقوله كما ينبغي». كما أحرص على ترك الفراغات اللازمة، وعدم رصّ الكلمات، وهو ما يفرض عليّ اختزال الفكرة، والعناية بالشكل في آن.
أهتم أيضاً بإعادة نشر تغريدات آخرين لأسباب، منها أن هذه الإعادة (تُسمّى ريتويت) عملية ديناميكية تُثري المعرفة وتُضفي التنوّع. قد يكون (الريتويت) تعبيراً عن الصداقة، وقد يكون دعماً لحساب صديق، أو «عربون» وفاء له، أو مبادرة حسن نيّة تجاهه. أمّا الامتناع عن نشر تغريدات مدوّن ما، فقد يحمل دلالات سلبية كالحسد، النفور، عدم الاقتناع، الخوف من التصنيف الإيديولوجي، أو الخوف من التّبعات السياسية. وبالرغم من أنّ كثيراً من مدوّني تويتر يعلنون على صدر صفحاتهم أنّ «إعادة النشر لا تعني الموافقة على المنشور بالضرورة»، إلا أنّ معظم روّاد الموقع لا يأخذون ذلك على محمل الجد، ويفسّرون (الريتويت) غالباً بوصفه تبنّياً أو إعجاباً. غير أنّي قد أعيد نشر تدوينات غريبة، أو محتوية على افتراءات صادمة أو معلومات خاطئة، أو حتى شتائم شخصيّة. السبب؟ لفت النظر إلى ضحالة تلك التدوينات، أو سوء أدبها. وهكذا، فالريتويت وعدمه لهما دلالات يدركها المدوّنون، ويلجؤون بناءً عليها إلى «المعاملة بالمثل». بريدي المفتوح يتلقّى كل يوم طلبات (ريتويت). أتفّهم الأمر وإن كان يزعجني. الناس يريدون نشر إنتاجهم، ولكنّي وجدت أنّ بعض من يطلبون مني ذلك وأستجيب لهم، يرفضون «التبادليّة»، ويريدون أن يحصل النشر من طرف واحد، حتى لو طلبت منهم مباشرة، كما فعلت مع شخصين شهيرين اختبرتهما، ففشلا، وألغى أحدهما متابعتي بعد أن توقّفت عن نشر إنتاجه. العالم الافتراضي لا يختلف عن الحقيقي من حيث شبكة المصالح التي لا تنضبط لزاماً بالأخلاق.
الحظر في تويتر حق إنساني يدخل في نطاق حريّة المدوّن عندما يتعرّض لانتحال شخصيّته، أو تهديده، أو السخرية منه. كما أنّه سلوك إيماني وحضاري يستجيب لقوله تعالى: «وأعرض عن الجاهلين». الادعاء بأن هذا السلوك يشي «بوجود دكتاتور صغير» في داخل المدوّن، كما ذكر الكاتب السعودي عبد الله الغذّامي في تغريدة له، و «لو كبُر أهلك الحرث والنّسل مثل أيّ طاغية»، هو ادعاء طوباوي لا نصيب له من الواقع. هذا المدوّن قال مرّة مفتخراً في عام 2013: «لي في تويتر سنتان ونصف لم أحجب أحداً»، ثم كتب مطلع هذا العام: «سأحظر كلّ طائفي يروّج طائفيّته عبر حسابي». المثاليّة لا تصمد أمام الفطرة البشرية وطبيعة الأشياء.
من الغرائب التي أواجهها في تويتر إصرار أقوام على أن أكون نسخة منهم، فيطلبون مني تناول قضية ما، ويتوقعون أن أعلّق عليها بما في نفوسهم، وكأنّهم نسوا أنّ فلسفة الوسائط الاجتماعية قائمة على «البوح»، وأنّ الله قد خلقني أصلاً ولم يخلقني صورة. ومن الغرائب أيضاً مطالبتي بنقد منظمات أو حكومات، فإن لم أستجب، نُبزتُ بالألقاب. مثلاً، إن طُلب مني نقد الحكومة السعودية، وأعرضت عن ذلك، فسيُقال لي «مطبّل لولي أمره»، وإن طُلب مني إدانة حركة حماس، ولم أستجب، فسأصبح «إخوانياً»، وإن طُلب مني الهجوم على الحكومة التركية، فلم أفعل، فسأنضمّ إلى «حريم السلطان».
تويتر عالم من الإبهار والجذب، صداقات تنشأ وتذبل، تجارب سعيدة وحزينة، مبادرات يأخذ زمامها المهمَّشون ليقارعوا بها أصحاب النفوذ. لكنّ تويتر جزء من الحياة، والحياة تحتاج إلى صبر، وإلى أخلاق أيضاً.;