أحدث الأخبار
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد

عُمْر اللغة

الكـاتب : ريم الكيالي
تاريخ الخبر: 21-12-2016


لم تصمد لغة في تاريخ اللغات بأشكالها كما صمدت اللغة المكتوبة التي قاومت كل التحديات وكرّست وجودها الفاعل، ولعل من أبرز أسباب رسوخها واكتسابها صفة الديمومة هو التدوين الذي يُنعش روحها ويبعث فيها القدرة على البقاء، رغم موجات الاندثار التي جعلت بعضها يستسلم – ولو مرحليًا – تحت ضربات معول الزمن، ومع ذلك غابت لغات مكتوبة في غياهب الزمن، حتى بات من البديهيات النظر في شأن اللغات أنْ لا ضمان في بقاء أية لغة على قيد البقاء.

وفي استقراءٍ بسيط لي بشؤون اللغات الميتة، والتي كانت مكرسة على مساحات شاسعة من جغرافية الأرض لأقوام وحضارات، ألاحظ أن لا بقاء للغة المكتوبة مهما كانت مدعمة الوجود، وكمثال أذهب إلى الأبجدية السومرية التي كانت لغة الدين والحياة في جنوب بلاد الرافدين وسواحل الخليج من دلمون وفيلكا وغيرها.. امتدت حدود الخمسة آلاف عام، هذه الأبجدية العريقة أضعفتها اللغة الأكدية التي مُزجتْ بها، ومن ثم البابلية فالآشورية حتى طمست حضورها اللغة الآرامية المتعلقة بالديانة المسيحية، لتختفي السومرية من لغة الحياة، ولم يشفع لها الدين أو التدوين.

وبعيدًا عن حكاية تاريخ اللغات القديمة، نقترب مدققين في واقع الأمر بما يخص اللغات الحديثة كالفرنسية التي كانت لغة العالم المتحضر في القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، أخذت تنحسر أمام لغة السوق والتجارة المتداولة في القرن العشرين وهي الإنجليزية، والتي ما زالت تنمو في تدوينها رغم عمرها القصير الممتد لمئات الأعوام فقط.

ما يهمنا الآن تحديدًا اللغة التي نتحدث بها، العربية حفيدة اللغة الآرامية وابنة النبطية، لغتنا التي بلغت من العمر الآن ما يقارب الألفي عام ظلت خلالها ولم تزل تستمد قوة بقائها من الدين الإسلامي الذي أسهم في توكيدها وتكريسها، ومن كونها لغة التنزيل التي هي جوهر أصيل في الخطاب الديني، وليس فقط لغة خطاب يومي في المعاملات، ولكن السؤال الذي يقودنا إليه لفهم تاريخ اللغات هو: هل سيكون لعامل الخطاب الديني المشحونة به هذه اللغة دور في بقائها؟.. خصوصًا وأن القرآن الكريم قد ترجم للغات عدة.

فضلاً عن شيوع الإنجليزية كلغة فاعلة في دول الخليج وبعض الدول العربية حيث بات الجيل الجديد من أبنائها يتحدث عن دينه بوساطة اللغة الانجليزية أوغيرها مُعرجًا للعربية فقط عند استشهاده بنصوص الآيات. للغة صبر محدود، ترهقها المنافسة بكل أنواعها.