أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

«اخسر وخسره..»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-11-2016


انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواسط الثمانينات الميلادية، كانت حدثاً مهماً جداً في تلك الأيام، ولاشك في أنها كانت بداية التغيير لأشياء كثيرة في الداخل الفلسطيني، تداخلت الأوراق وتشابكت الرؤى لدى العدو الصهيوني في بداية انطلاق الانتفاضة، ولكنه كما عودنا وضع مجموعة من الخطط لمواجهتها بهدوء، كانت البداية هي خطة مواجهتها بالقوة والرعب، وحدث أمام كاميرات التلفزيون أو ما يفترض أنها كاميرا وجدت بالمصادفة في ذلك المكان، أن أحضر جنود الاحتلال شابين فلسطينيين «لا شك في أنهما كهلان كبيران اليوم لم نسمع عنهما منذ ذلك الحين»، وأركعوهما ثم قاموا بكسر أيديهما بواسطة حجارة كبيرة حملها الجنود.

لا أريد أن أحدثك عما حصل في مجتمعاتنا في ذلك اليوم، حرفياً لم ننم لمدة ثلاثة أيام، كانت الدنيا كلها تغلي، المدارس علقت دراستها، وكانت الحادثة وتبعاتها هي كل ما يطرحه المدرسون، وسائل الإعلام تفرغت للحادثة بالكامل، وجوه الناس لم تعد تبتسم، في كل مقهى رجل يحمل مذياعاً صغيراً ويعطي آخر التطورات للمستمعين، من يذكر تلك الأيام سيذكر هذه التفاصيل جيداً، لا أعرف ما الذي حدث بعدها في الداخل الإسرائيلي؛ ولكن حتماً أن العدو خشي انقلاب الطاولة عليه فبدأ بالخطة «ب» التي تجعل الشاب الفلسطيني الأول هو من يحمل حجراً لكسر يد الآخر، ويبدو أنها تسير بشكل جيد إلى اليوم.

ما ذكرني بقصة المقاومين اللذين ضجت الدنيا والوطن العربي بأسره لكسر أيديهما بحجر هو ذلك التبلد الذي أصابنا اليوم، ونحن نرى أحجاراً وبنايات سكنية كاملة تسقط على رؤوس أطفال رضع مغمضي الأعين في بلد لم نخسره بالكامل بعد، ولا تثير الحوادث اليومية فينا معشار معشار ما أثارته فينا حادثة أقل وحشية منها بكثير قبل 30 عاماً، 30 عاماً قامت بتبليد مشاعرنا تماماً وقتلت كل شعور بالمسؤولية في قلوبنا، ولا أعلم السبب هل هو كثرة الأحداث؟ أم هو تغيرنا من الداخل فعلاً؟ أم هي نظريات: «ما دامني بخير أنا وناقتي.. ما علي من رباعتي!».

بشكل يومي يتكرر السيناريو نفسه، يلعب شريكي القص، قبل أن تنزل بنت البستوني، أحاول تفسير الحركة الغريبة، يشوش التلفاز أعلى المقهى على نسبة التركيز لدي، مقتل 16 طفلاً في حلب في قصف بالبراميل! أحاول التركيز هل البنت لديه؟! لماذا لم يدبلها إذن؟ يستمر تشويش التلفاز على تركيزي.. الميليشيات الطائفية تقتل 20 مواطناً في الموصل بعد تعذيبهم، أستمر في محاولة التركيز لماذا لم يتسلم اللعب في اللفة السابقة إذا كان القص لديه؟ في بورما تم إعدام 23 أسرة مع أطفالها شنقاً لأنهم لم يغادروا قراهم، هل يا ترى يده ممسترة وهو يحاول التلاعب فقط؟ ذبح 14 مسلماً في إفريقيا الوسطى لارتدائهم اللون الأبيض؟! أقرر أخيراً.. شريك (...) اخسر وخسره، ألقي له فوق القص ببنت السنك، ويلقي بدوره ببقية الكروت في وجهي ويغادر.

يغادر صديقي وأنا مازلت أتساءل وصوت التلفاز يعمل: ما الذي تغير فينا؟!