أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

وقت آخر للشغف وللقراءة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2016


أقول لصديقتي: إنني في أحيان كثيرة أؤجل القراءة لوقت متأخر في المساء، حتى ينتهي ضجيج العالم، ينام أهلي، تُطفأ أنوار المداخل وغرف الجلوس، وحتى أضواء الشارع، يتوقف رنين الهواتف النقالة، وأصوات مرور السيارات في الطريق أمام منزلنا، ينتهي الفيلم الأجنبي الذي أشاهده للمرة الثالثة، لأنني كسولة عن الذهاب للسينما ومشاهدة فيلم جديد وجيد، وحين يأتي وقت القراءة المنتظر، الذي يشبه الحرير ورائحة الزنبق أجدني أنزلق متعبة إلى سريري، أشد الغطاء وأذهب في النوم، ومرة أخرى أؤجل القراءة لوقت آخر!

تقول صديقتي التي تعشق القراءة هي الأخرى وكسولة بما يكفي لتأجيلها مثلي: في الحقيقة نحن نؤجل القراءة ليقيننا بأن الوقت متوافر لنا دوماً وبأننا سنجد ما يكفي منه لنقرأ ما نريد!

أقول لصديقتي: حين كنت صغيرة جداً، في أول المراهقة وبدايات الشغف، كنا نشتري كتباً قليلة جداً مما ندخره من مصروف المدرسة، أنا كنت آخذ نقوداً إضافية من جدتي خلسة دون علم أمي، حتى أن أول كتاب اشتريته في حياتي وأنا في الصف الخامس كنت بصحبة جدتي ــ رحمها الله ــ وهي من دفع ثمنه، كنت أقف بقامتي الصغيرة، أمام رفوف مكتبة (دار الحكمة) في ميدان جمال عبدالناصر بدبي، محدقة بدهشة ومتسائلة كيف يمكنني امتلاك كل هذه الكتب؟ هل يمكن أن يحدث هذا يوماً؟ كان الأمر يبدو كحلم مستحيل! وحين تحقق صرت أسأل كيف يمكنني امتلاك الوقت الكافي لقراءتها!

أقول لصديقتي: في الثالث الإعدادي أنهيت الجزء الأول من رائعة ديستويفسكي (الإخوة كرامازوف) التي لا أتذكر منها شيئاً الآن، ولأنني لم أكن أملك ما يكفي من النقود فإنني لم أشتر الجزء الثاني ولم أقرأه حتى اليوم، رغم أنني اليوم اشتريت الجزأين ومعظم الأدب الروسي، في صغرنا كنا نقرأ لأننا كنا شغوفين بالقراءة، مسحورين بالروايات وأجوائها، عن نفسي كنت أشعر بأنني حين أبدأ بقراءة رواية جديدة كنت أرتدي ثيابي وأحمل حقيبتي وألعابي وأدخل في الرواية ولا أخرج منها حتى أرى كلمة (انتهت)، هكذا قرأت رواية (الأرض الطيبة) و(البؤساء) و(أحدب نوتردام) و(لمن تقرع الأجراس) و(مرتفعات وذرنج) و(العجوز والبحر) وعدداً لا متناهٍ من الروايات العظيمة.

اليوم حين ينتهي النهار، أجلس لأُحصي عدد الساعات التي ضاعت دون أن أقرأ فيها، أقول ماذا فعلت بنفسي؟ لماذا ارتكبت كل تلك السخافات، أما كانت هذه الكتب أولى بذلك الوقت؟ وأعود أبحث عن وقت آخر للقراءة!

أين ذهب الشغف يا صديقتي؟