أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

لنتحدث عن الكتب « -2 2»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-10-2016


بسبب قصة الحب الطويلة والمستمرة بيننا، سيبدو غريباً إن أنا قلت الآن بأنني صرت لا أحب الاصطدام بهذه الكتب، فحين تقع عيناي على المجموعات التي اشتريتها من معارض العام الماضي والذي قبله أشعر بالأسى، فأتجنب الاقتراب منها، ومن تلك التي أرسلها لي صديقي بائع الكتب الجميل من القاهرة أخيراً، مانعة نفسي من متعة الجلوس على الأرض كي لا تلتهمني الفتنة، وأنا مستغرقة في تقليب الصفحات وقراءة الفهارس والتعرف على المؤلفين ورسامي الأغلفة، أنسى مرور الوقت واقعة في الحلم، فأحلم وأحلم بما يكفي لكتابة عشر روايات دفعة واحدة!

لذلك أتجنبها حين لا أجد الوقت لقراءتها، لأنها جميلة إلى هذه الدرجة، وواثقة وشهية ومكتنزة بالمتعة، أعرف ذلك من عناوينها وأسماء مؤلفيها وبعض الأسطر التي أختلسها من تحت الأغطية آخر الليل، حين أوقن أن كل القراء قد ناموا، وأطفأت كل مكتبات الدنيا أضواءها.

أفكر كيف انتصرت الانشغالات التافهة على جيوش الكتب؟ كيف لم أقرأ سوى كتابين هذا الشهر، كيف التهمتْ الأوجاع عشب الروح فلم تترك لهذه الكتب الشبيهة بالفقمات اللامعة والأرانب الناعمة شيئاً أتقاسمه معها، فلم يعد لدي وقت لاستكمال موسوعة جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب التي أهداها لي صديق عزيز منذ عدة سنوات، أو كتاب المثقفون لسيمون دي بوفوار من ألف صفحة، أو بقية روايات إبراهيم الكوني أو ميلان كونديرا، أو حتى الجزء الثاني من رائعة ديستويفسكي «الإخوة كرامازوف» الذي لم أقرأه!

في أوقات كثيرة لا يوجد فيها انشغالات لكنني أفقد شهية القراءة، وهذا يشعرني بالعجز ويجعلني أكره الكتب لأنها لا تبذل جهداً كافياً لإغرائي، أشيح بوجهي عنها وأهرب كشخص بترت ساقاه فصار يكره الطرقات كما يتحاشى الوقوع في الحب!

مر زمان فقدت فيه إرادة إنهاء رواية حتى النقطة الأخيرة، لأن معظم الروايات لا تكتب للقراءة، ولكن لتصل إلى لجان تحكيم الجوائز، فاللغة مملة، الأحداث بطيئة، كما أنها فوق ذلك مليئة بالثرثرة والأخطاء المطبعية وبلادة الترجمة.

المعارض مواسم حصاد، وفي كل موسم حصاد، تنتعش فينا غريزة التباهي بمحاصيلنا الجديدة، فنمعن في اقتناء مئات العناوين والعودة بعشرات الأكياس المنتفخة، مدفوعين بحب نحسبه لم يخبُ ولم تنل منه عواصف التحولات، ونتوهم أن المؤلفين لا يزالون يسيرون على طريق تولستوي ونيرودا ومحفوظ ودرويش ويوسا وساراماغو واورويل وأننا ما زلنا في عنفوان الشغف وبمقدورنا ممارسة القراءة كل لحظة!