أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

محاولة اغتيال «اليونيسكو»

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-09-2016

في شهر أيلول (سبتمبر) ١٩٤٥ انتهت الحرب العالمية الثانية، وفي شهر نوفمبر من العام نفسه (بعد شهرين فقط) تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، بهدفٍ كبير هو «بناء حصون السلام في عقول البشر»، وأهداف صغرى يتم تنفيذها من خلال اختصاصات المنظمة في التربية والثقافة والعلوم، ثم أضيف الإعلام والاتصال، ثم تم التوسع في مجال التراث العالمي.
حين تأسست المنظمة، من أجل السلام، لم تكن المنطقة العربية أو أفريقيا أو معظم آسيا وأميركا اللاتينية حينذاك في حال حرب، بل كانت أوروبا وأميركا وبعض الجيوب الآسيوية المناوئة خارجة للتوّ من حروب وحشية طاحنة، تحتاج معها إلى آلة تساعد في ضبط السلام.
الوضع الآن بات مقلوباً، فالتي كانت تعيش في حرب حينذاك باتت تعيش في سلام الآن، بينما تشتعل الدول العربية والأفريقية الآن بالحروب والأزمات.
أي أننا نحن العرب أحوج إلى اليونيسكو الآن منّا إليها يوم تأسست، والعكس بالعكس بالنسبة للغرب، خصوصاً بعد أن نجحت الدول الغربية، طوال الـ70 عاماً الماضية، في وضع اتفاقات وإبرام معاهدات وتمرير أجندات لقرارات أممية، كما قامت بتسجيل عدد كبير من مواقعها التاريخية في لائحة التراث العالمي.  
أستحضر هذه المقارنات الآن، إثر البيان الذي أدلت به المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أمام المجلس التنفيذي أمس (الثلثاء) بشأن العجز المالي الذي بات يهدد استمرار المنظمة في العمل. فالموازنة المرصودة للمنظمة كي تموّل نشاطاتها في اختصاصاتها الأربعة المتشعبة، وحول العالم، انحدرت إلى قرابة ٥٠٠ مليون دولار سنوياً (ما يقارب قيمة طائرتين حربيتين)، ما سيضطر أمانة المنظمة إلى إيقاف العديد من البرامج والفعاليات وتسريح عدد كبير من الموظفين بعد إلغاء وظائفهم.
أشرتُ في مداخلتي، بعد بيان المديرة العامة، إلى «أهمية تذكير الدول الأعضاء القلقة على حال اليونيسكو، أن هذا الوضع المأسوي للمنظمة هو نتيجة عقوبات فرضتها دول (ديموقراطية) كبرى للتعبير عن استيائها من قرار (ديموقراطي) اتخذته الدول الأعضاء في العام ٢٠١١ بجعل دولة فلسطين عضواً في المنظمة».
قلت هذا كي يعرف الحضور إن الديموقراطي حين «يشتهي» في لحظةٍ ما التخلّي عن قيم الديموقراطية فإنه يتحول إلى كائن أكثر وحشية من الديكتاتور نفسه.
و»إن الموازنة التي تصرفها هذه الدول الكبرى على الخرسانات والحواجز حول سفاراتها في عواصم العالم هي أكبر من موازنة (منظمة صُنع السلام) نفسها، ولو أن هذه المبالغ جُيّرت لبرامج التربية ضد العنف في المنظمة لربما أمكن الاستغناء عن الخرسانات الأسمنتية والحواجز الرملية».
وقد سعت السعودية ومعها بعض الدول العربية والإسلامية خصوصاً إلى تقديم مساهمات تعويضية كبيرة محاولةً منها لإنقاذ المنظمة، لكن الجرح الغائر في جسد هذه المنظمة الرقيقة لن تكفيه هذه الضمادات الإسعافية لسنوات ممتدة من النزف.
السؤال الآن: هل سيستطيع المرشح العربي المنتَظَر لرئاسة المنظمة في العام المقبل إنقاذ اليونيسكو من الهلاك على أيدي من باتوا في غنى عنها؟ أم أن الرئيس القادم سيأتي بتوصية من كبار المستغنين، وبالتالي يستكمل عملية الاغتيال بهذه الموازنة المضحكة والمحزنة إزاء ما يُراد للمنظمة أن تقوم به في «صُنع حصون السلام»؟ هذا المبلغ الزهيد لا يكفي حتى لصنع حصون سلام ورقيّة!
السيدات والسادة:
«باختصار، اليونيسكو تتعرض إلى هولوكوست عنصري».