أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«سكّان يمين..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2016


تحت شجرة جميز جميلة، ولا أعرف لماذا يتخيل الكثير من الكتّاب جميع الحوارات الرومانسية تحت شجرة جميز! أنا حقيقة لا أعرفها ولكني أحب الطالحين ولست منهم، ولهذا فأنا أعتقد بأن الحوار كان تحت شجرة جميز، كنت أجلس معها أحدثها عن أحلامي، عن رحلاتي في هذا العالم الغريب، أروي لها عدداً من الطرف الشرقية مزدوجة المعنى، ما أجمل عينيها حين تلتمعان ويتسع بؤبؤهما استغراباً، وما أروع أن «تقص» على الذي لا يعرفك! اعتدلت فجأة في جلستها وسألتني: هل أنت متزوج؟!

منذ تلك الذكرى الحزينة وإلى اليوم لم أستطع التخلص من «التأتأة» التي لازمتني في السنين التي تليها، فجأةً أُصاب بحالة من الـ.. أه أنا أوه حقيقةً ربما.. أأ.. أأ.. أأ.. وهي الحالة التي جعلت أصدقائي ينقسمون إلى قسمين في قضية تقديمي للإمامة في الصلوات، فالبعض يرفض بشدة لأنني لم أعد «كفؤاً» بينما يصر آخرون على أن يقدموني للحصول على فاصل ترفيهي أثناء عملية التأتأة!

أشاهد بكثير من المرح أخيراً إصابة الكثير من أبطال الفضائيات بظاهرة التأتأة حين يصرون على رأي معين، ثم يفاجئهم المضيف بتسجيل قديم لهم فيه عكس هذا الرأي، فجأة يدخلون في الدوامة ذاتها، أه أنا أوه حقيقةً ربما..أأ.. أأ..أأ.. وفي الاتجاه ذاته ينشط الكثير من أولاد الـ(...)، في نبش بطون النت بحثاً عن رأي مخالف كان شخص ما قد ذكره ثم ذكر رأياً آخر، لكي يضعوا كلا الرأيين في صورة واحدة، تحمل عادةً في أسفلها ذلك الخط المدمج القبيح بعبارة «منافقون» أو «تناقض»، أو ربما إن كان من نبش الرأي مبدعاً: «حين كان سكان يمين!»، أنت تعرف بالطبع أن مواقع التواصل، أو ما نسميه شعبياً الـ«نت» أصبح منجم ذهب للعثور على كل ما تريده حول شخص معين، بل إن إحدى الإدارات الأمنية في دولة شرق أوروبية أحالت جميع خبرائها الأمنيين إلى التقاعد، وعينت بدلاً منهم مجموعة من مدمني مواقع التواصل! هنا يمكنك معرفة ميول الشخص، أصدقائه، علاقاته، أفكاره، رحلته القادمة، وجبته المفضلة، ونوع البوكيمون الذي يفضل اصطياده! من أين عرفت يا فلان هذه المعلومة؟ من النت! من أين تلك الصورة؟ من النت! كيف قمت بتركيب كل هذا؟ من النت! خف علينا يالنوخذة!

تغيير الرأي، وإن كان إلى الاتجاه المقابل تماماً لا يعني أي نقيصة في المفكر أو في الكاتب أو في صاحب الرأي مهما علا أو قل شأنه، بل يعني أن لديه عقلاً متحركاً وفكراً يعمل، يعني أنه بشر مثلنا يحب فيغيّر رأيه، يغضب فتنتقل رؤيته، يتعلم فيغير السكّان من اليمين إلى اليسار، وهكذا نحن البشر، متى سنسمع من يقول للمذيع: نعم كان ذلك رأيي وغيرته! «فول إسطوب»!

وحدهم المتحجرون هم الذين لا تتغير أفكارهم ولا رؤيتهم لما يجري ولا يستطيعون أن يتأقلموا، ولا يرغبون في أن يتعلموا ليغيروا نظرة أو يزرعوا زهرة أو يطرحوا فكرة، لأنهم إما سمحوا لعنادهم بأن يجعلهم ممن ران على قلوبهم، أو أنهم لا يرون الألوان أصلاً.. وما أكثرهم!