أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

التشيّع السنّي!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-07-2016


ظل العلماء وقادة الرأي الإسلامي طوال القرون الماضية ينظرون إلى الموقف الشيعي من مآلات الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، نظرة الناقد الحكيم، المتعالي فوق الخوض في تلك الخصومة، المترفّع عن التورط في حكايات حيكت عليها خلال قرون متوالية من إشعال الحطب قبل أن ينطفئ!

وكان شعار هذا الموقف السنّي الحكيم هو المقولة الخالدة للخليفة عمر بن عبدالعزيز: «تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فنعصم منها ألسنتنا».

حمتْ هذه المقولة العُمرية المكوّن السني من الاحتراب والتنازع على واحدة من أهم، إن لم تكن هي أهم الصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي.

ظل أهل السنّة يتفاخرون بهذا التعقل والرزانة وعدم الانجرار لساحات الاصطفاف المتقاتلة، وحقّ لهم أن يفخروا بذلك. لكنهم، بعد أن تماسكوا لقرونٍ مضت أمام فخاخ الفتنة الكبرى، بدأوا الآن بالتنازل عن هذه الميزة الأخلاقية الحكيمة أمام فتنة صغرى، بل أصغر من الصغرى.

وبعد أن كان شعارهم الذي يحثّون العامة على التمسك به طوال تاريخ مضى، هو البقاء على مسافة واحدة من أطراف الفتنة الكبرى، أصبح شعارهم الذي يحثون الناس عليه الآن هو الابتعاد عن التميّع وضرورة المفاصلة، مع أو ضد، أبيض أو أسود، يمين أو يسار. وأن الوسطية في هذه المواقف هي تهرّب وخور وخنوع وانتهازية.

تشيّعَ أهل السنّة الآن، بعد فتنة الربيع العربي، وليتهم تشيّعوا لعلي أو معاوية، بل لأردوغان أو السيسي. من يمتدح أردوغان بشيء فقد خان وطنه، عند فئة منهم. ومن ينتقد أردوغان في شيء فقد خان دينه، عند فئة أخرى. والحال كذلك مع السيسي والسبسي وهادي ومحمد وغيرهم. وتحولت عادة الشتم على المنابر في أعقاب الفتنة الكبرى، إلى تشاتم على المنابر الافتراضية أثناء الفتنة الصغرى! وإذا لم تستجب للدخول في وحل هذا التشاتم اليومي فإنك ستُتهم بالخيانة الوطنية من جهة، أو بالارتخاء الديني من جهة أخرى.

كلا الطرفين يدّعي أنك كي تُثبت استقلاليتك يجب أن يكون انحيازك ساطعاً واضحاً دائماً. وما عرفوا أن الاستقلالية الحقيقية والصادقة هي في قدرتك على الانفكاك من مداومة الاصطفاف مع طرف... على الحق والباطل، وهي في قدرتك اليوم على امتداح من ذممته بالأمس، أو أن تذمّ اليوم من امتدحته بالأمس، لأنك تقيّم الأفعال بمعزل عن الأشخاص.

سيصفونك بأنك: متميّع، متراخ، متقلب، متطلّع، بلا موقف، بلا منهج، بلا طعم.

لا تستجب لهذه الفخاخ، أو تستفزك هذه التصنيفات. كن مستقلاً، لا تمتنع عن قول رأيك ونقدك، وإعجابك وامتعاضك، وفرحك وحزنك، ولكن امتنع عن صعود منابر التشاتم، واسترجع شعارك القديم: هذه فتنةٌ... فلنعصم منها ألسنتنا... ليس عن الرأي، بل عن البذاءة.