أحدث الأخبار
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد

المسودة الأولى

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 04-07-2016


قالت العرب «لا يضيء الكتاب حتى يسود»، والقصد أن الاستفادة المثلى من الكتاب تحضر حين يسوّد القارئ حواشي الكتاب وأطرافه بكتابة الفوائد والتعليقات عليها. هذا في حال القراءة، أما في الكتابة فللمسودة دور أعظم. قال أحد الكتاب مرة: من حسن حظي أن القرّاء لا يقرأون مسودتي الأولى. كان هذا الكاتب يكتب مسودات، تتغير كل مرة، وتتجمل في كل نسخة، حتى تظهر بصورة أبهى. كتاب المواد الطويلة الثرية، وكتاب القطع الإبداعية، يعرفون جيدا قيمة المسودة والقراطيس الأولى. يقال إن كل قصيدة جميلة، تختبئ خلفها سبع مسودات.
هذا هو الإبداع، عملية بناء. لا يهم ما الذي تبدأ به ولا شكله، المهم أن تضع لبنات أولى لعملك، ثم تضيف لها كل يوم شيئا فشيئا، وتتفاجأ بعد الاستمرار والاستعانة بالليل والنهار، ما أضافته دواخلك كل مرة لعملك. لقد قيل عن قطع الكتابة الجيدة، أنك تبدأها ولا تعرف أين ستنتهي بك، لأن الكتابة رحلة اكتشاف لك، قبل أن تكون كشفا منك. والمسودة هي المساعد الأول في هذه الرحلة، لأنها وبلا أي كلفة، تهب صاحبها سحر البدء والجرأة، والتعود، والتحسن.
شهدت نقاشا دار بين زملاء كتاب، عن الكاتب سواء كان روائيا أو غيره، هل المفترض أنه يبدأ الكتابة بعد أن يكون لديه تصور كامل في ذهنه عما يريد كتابته، أم قد تكون لديه بعض التصورات، والكتابة ستجعله يكمل لاحقا هذه التصورات عبر عملية الكتابة نفسها. وجدت حلا لهذه المعضلة، بعد أن شاهدت فلماً وثائقياً عن كيفية صناعة فلم «ريفنانت»، وسمعت عبارة قالها مخرج الفلم اليخاندرو غونزاليس في بدايته: إن الكاتب قد يعرف ما يريد كتابته، لكنه أبدا لن يعرف ما سيكتبه في النهاية.
البعض قد يكون لديهم موقف من المسودة الأولى وتعديلها، وكثرة التغيير عليها. مثل شاعر تونس والعرب، أبي القاسم الشابي، الذي اعتبر أي تعديل لاحق، هو بمثابة الرقعة على الثوب. والشابي هنا تطرف للإبداع، وكيف أن المسودة الأولى تعبر عن دفقة شعورية ساخنة من القلب، لا يفترض التعديل عليها في أوقات لاحقة بعد أن تكون نضارتها وحرارة الشعور حولها قد ذهبت. لكن في النهاية، برأيي لا إشكال في اصطياد الومضات، والبناء عليها وإن في أوقات لاحقة، كما قال أحد الكتاب: المسودة الأولى تكتبها بقلبك، ثم تلاحق هذه الكتابة في نسخ أخرى وتنقحها وتنتقد بعقلك.
أصبحت الكتابة اليوم شأنا عاما ولا تخص فقط من احترفوا الكتابة. تواصلنا الاجتماعي عبر الأنترنت يتم بشكل واسع عبر الكتابة. ولأن لدى كل منا شيئا يقوله، فالطريقة المثلى لإيصال ذلك، تكمن في أن يحضره عبر صورة جيدة. ولا صورة أبهى من صورة الكتابة الجميلة، تلك التي ماتت في سبيلها مسودات كثيرة.;