أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

معطف الكتابة لا يناسب الجميع !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-06-2016


لم أستغرب خلال الأسبوع الماضي إلا من كاتب استنكر كتابتي حول قضية الكتابة والكتبة والكتاب، الحقيقيين والمزيفين والذين لا علاقة لهم بالكتابة لكنهم متعلقون بأهدابها، كل لغاية في نفسه، كما كان يعقوب النبي حين أمر بنيه بأن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة وليس من باب واحد، المشكلة أن الذين دخلوا عالم الكتابة بطريق الخطأ أو الادعاء دخلوه من باب واحد، لأنهم لم يقرأوا نصيحة يعقوب، لذلك أصبحوا معروفين، ولهذا نقول إن القراءة هي الفأس التي تكسر جمود جهلنا وتحررنا، فإن لم تجعلك القراءة كاتباً فستعينك على أن تحتاط وتحذر وتستعد!

أن يدخل كل هذا الجمع من باب واحد، مع وجود أبواب أخرى متفرقة، أمر يثير الاستغراب ويطرح بعض التساؤلات، مرة سألت أحد هؤلاء وكان قد صدق نفسه أنه يكتب هذا الذي يظهر في الجرائد كل أسبوع، سألته ما رأيك فيما تكتب؟ فقال جميل والله أحس أنني فيلسوف أحياناً فأبتهج من داخلي، أشعر أنني شخص عظيم، قلت له، أسألك عن الكتابة وليس عنك! هو صمت وأنا غيرت الموضوع!.

لقد قدم لي دون أن ينتبه الإجابة الدقيقة على سؤال لم أطرحه أصلاً هو: لماذا يلجأ البعض لفكرة طرح نفسه ككاتب تحديداً مستعيناً بأشخاص آخرين يكتبون له، في حين أن بإمكانه الاكتفاء بوظيفته الحكومية الجيدة ذات الدخل المرتفع والذي لا ينافسه الكتّاب عليه في المقابل! إنه هذا الإحساس الذي شرحه بدقة كبيرة، الشعور بالعظمة والابتهاج والتمخطر أمام الناس على أنه فيلسوف ومثقف ومحلل وعالم ببواطن الأمور!

لماذا يظن بعض الأشخاص أنه من البساطة أن يكون كاتباً، ودون أدنى تعب أو جهد وكأن الكتابة مهنة من لا مهنة له، أو المهنة اللقيطة، أو المهنة الشليهة بمعطف معلق خلف أي باب نلتقطه بسهولة، لنواجه به الخارج متدثرين ومتجملين ومندسين فيه؟ في حين أن الكتابة واحدة من أصعب وأنبل المهن وأكثرها خطورة.

تقتضي الكتابة من الكاتب أن يفني حياته بين الكتب والصحف والناس والأمكنة، وفي المنتديات والمؤتمرات، وفي قلب الأحداث والتحولات متأرجحاً بين احتياجات لا يستطيع توفير نصفها ورغبات هي من حقه، لكن تنازعه الكتابة عليها فيتجنبها ليكون كاتباً حقيقيا، كاتباً يمتلك الخزين والتجربة وقاموس اللغة والشغف والقلق والشك وموهبة التلصص على عقول الناس والإحساس بمشاعرهم وهمومهم لينقلها فيما بعد عبر مقالاته وكتبه ورواياته، ليكون صوتهم ولسانهم ومنبرهم وجريدتهم وصديقهم الذي يحتسي القهوة معهم منذ الصباح الباكر!.