أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

حربان على الفلوجة

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 06-06-2016


لقد تضخم الإرهاب وأصبح تهمة توزع في كل مكان، وصل الأمر اليوم أن نرى اتهام مدينة كاملة به، الهجوم العسكري على الفلوجة هذه المرة جاء جديا بالفعل، ورافقته هجمة طائفية في الإنترنت والإعلام على المدينة وسكانها، تشبه في ضخامتها ضخامة الميليشيات والجيوش التي جُهزت لهذه المدينة قليلة السكان صغيرة المساحة.
لِمَ الهجوم الضخم، والحربان على المدينة، عسكريا ومعنويا، إلى درجة إعلان الرغبة في استئصالها من الوجود؟ كما عبّر صراحة أحد القياديين في ميليشيات الحشد الشعبي، هذا يعود إلى أن الفلوجة تمثل رمزا يقف حجر عثرة أمام العراق «الجديد» اليوم، هذا العراق الجديد ليس جميلاً للأسف، بل هو شكل الوضع القائم الذي ساد وانتصر بعد سلسلة الصراعات والتقلبات المريرة التي شهدها العراق، انتصر وضع قائم، استتب فيه الوضع لإيران ولواحقها وأذرعها القوية كالحشد في العراق، ومحاولات الإصلاح السياسي، وإنصاف وإدماج السنة في العملية السياسية، كانت وهماً وإيهاماً سياسياً انكشف العجز فيه.
استتب الأمر في العراق على تسيّد إيران، واليوم، الأخيرة مع الولايات المتحدة تذهبان خطوة أبعد في علاقتهما التي قوتها الحروب، وزعم مطاردة الإرهاب، هذا هو الوجه الظاهر من الحكاية، ولا يوجد حتى تنصل أو تبرير لمسألة محاربتهم الإرهاب بكيان إرهابي آخر، يتمثل في الميليشيات الطائفيات الموجودة. والوجه الذي لا يظهر مباشرة هنا، هو التطبيع السياسي مع الوضع القائم في العراق، الذي يعني بقاء حكومة ونخبة لم تُصلح سياسيا، ولم تحارب الفساد، ولا قاومت الخضوع والتبعية، وظلت رهينة لقادة الميليشيات والأحزاب.
الإقرار والقناعة ببقاء مثل هذه الحكومة الفاشلة، يقتضي القضاء على المناطق المقاومة لها، إن الفلوجة وشبيهاتها في العراق يمثلون منطق المقاومة السياسي الذي يحارب اختلال العدالة، وهذا كان حاضرا قبل حضور أي مشهد مسلح، وما دام البلد قد سُلِّم إلى مشروع إيراني أميركي يغلف نفسه بخطاب طائفي، فمن الطبيعي أن نشهد في المقابل مقاومة بخطاب سني عربي، الهجوم على الفلوجة يحمل هذه الرسالة السياسية التي تهدف لدحر أي مقاومة، وكذلك يهدف إلى تجاوز المشاكل الداخلية الكبيرة للحكومة.
نعم تورطت المناطق السنية بتوغل التطرف وداعش، الذي أتى كنتيجة طبيعية وواضحة لمسألة إضعاف هذه المناطق واستغلالها ومن ثم تهميشها، لكن الحكاية الجديدة لا تلغي وجود الحكاية السابقة والأساس لكل هذه الأوضاع، وهي الظلم الطائفي والتحيز السياسي الذي تورطت به البلاد. لقد طالبت القيادات العسكرية أهالي الفلوجة بمغادرتها قبل بدء المعركة، والجميع يعرف من الحالات السابقة في تكريت والرمادي وديالى أن الأهالي الذين غادروا لم يسمح لهم بالرجوع! إن هذا إلغاء للمدينة كلها، وجريمة إنسانية بحق أهلها، إن المدينة لم تتغير، لكن حساسية الطائفيين زادت، ووصلت إلى اتهام مدينة كاملة بالإرهاب، واتهام من ينصفها ويتعاطف معها بذلك أيضاً.;