نجحت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية السعودية بين عامي 2010 و2013، في الكشف عن جواسيس مرتبطين بالأجهزة الاستخباراتية الإيرانية "السافاك"، والإسرائيلية "الموساد"، حسبما أوردت صحيفة عكاظ الرسمية الأحد.

وبحسب الصحيفة السعودية، فقد تمت إحالة الجواسيس الذين ألقي القبض عليهم، للجهات التحقيقية والعدلية، لافتة إلى أنه بلغ عدد الجواسيس المرتبطين بالجهازين "الموساد" و"السافاك" ممن ألقي القبض عليهم 33 عنصراً، بينهم 30 سعودياً وإيراني وأفغاني وأردني.

وقالت الصحيفة إن جهازي استخبارات الدولتين، إيران وإسرائيل، اتفقا على دعم عناصرهما الجاسوسية داخل السعودية بالأموال؛ نظير قيام الجواسيس بتوفير المعلومات والتقارير التي تطلب منهم من قبل ضباط "الموساد" الإسرائيلي والمخابرات الإيرانية، إضافة إلى إخضاع عدد منهم لدورات تدريبية من أجل ضمان تحقيق أهدافهم التي سعوا من أجلها.

وكان يعمل لمصلحة جهاز "الموساد" وافد أردني، في حين كان المتبقون الـ32 (30 سعودياً وإيراني وأفغاني) مرتبطين بجهاز المخابرات الإيرانية.

وتواصل الجواسيس واجتمعوا مع أعضاء كبار في كلتا الدولتين، فالمدان الأردني تراسل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيما اجتمع عدد من المتهمين الـ32 المرتبطين بجهاز المخابرات الإيراني بالمرشد الأعلى بجمهورية إيران علي خامئني.

وكان القضاء الشرعي عبر المحكمة الجزائية المتخصصة، ثبت إدانة المقيم الأردني بمراسلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتواصله مع مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" بالصوت والصورة عبر البريد الإلكتروني، وإبدائه الموافقة بالذهاب إليهم والتعاون مع استخباراتهم، وتلقيه مبلغاً مالياً منهم من أجل ذلك. وصدر بحقه السجن تسع سنوات، إذ يقضي حالياً محكوميته في السعودية، وشمل الحكم إبعاده عن السعودية بعد انتهاء محكوميته.

وفيما يتعلق بالـ32 جاسوساً المرتبطين بالتخابر مع الاستخبارات الإيرانية فلا يزالون يعرضون على القضاء أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، إذ تتم حالياً المرحلة الثانية من التقاضي، وذلك بعرض المدعي العام أدلته ضد كل متهم من عناصر الشبكة والرد عليها من المتهمين.

وتشمل لوائح التهم الموجهة ضد عناصر الخلية الجاسوسية عدداً من التهم، أبرزها الخيانة العظمى وتكوين خلية تجسس، والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية، بتقديم معلومات في غاية السرية والخطورة في المجال العسكري، فيما اتهم بعض عناصر الخلية بمقابلتهم المرشد الأعلى بجمهورية إيران علي خامئني بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية.

وحملت لائحة الدعوى ارتكاب معظم المتهمين جرائم الرشوة بأخذ أموال مقابل الإخلال بواجبات وظيفتهم، إضافة إلى حيازتهم عدداً من الأسلحة بقصد الإخلال بالأمن الداخلي، وارتكاب بعضهم جريمة تزوير، وحيازتهم في أجهزة حاسباتهم الآلية كتباً ومنشورات محظورة تمس بأمن المملكة.

ولم تبين الصحيفة السعودية ما إذا كان ثمة تنسيق أو ارتباط بين المخابرات الإيرانية ونظيرتها الإسرائيلية في عملية تجنيد الجواسيس والعملاء.

وكشفت الأجهزة السعودية خلال الشهور الماضية خلية تجسس إيرانية تعمل لصالح خامنئي وعلي السيستاني استهدفت الحج وشركات اقتصادية سعودية كبرى.