أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

كيف يراكم الصغار تجاربهم؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-06-2016


في فصل اللغة الإنجليزية الذي انضممت إليه عندما كنت في مدينة كامبردج البريطانية، كانت المعلمة سيدة خمسينية شديدة الطيبة وتنتمي لعائلة معروفة بمناصرتها للقضية الفلسطينية، فحين ذهبت ذات يوم إلى لندن بدعوة من اتحاد الطلبة الإماراتيين، هناك تعثرت في طريقي بمظاهرة ترفع شعارات مضادة لإسرائيل، كانت تلك المعلمة في مقدمتها ترفع شعاراً مضاداً لشركة بريطانية تدعم إسرائيل!

كانت واحدة من تلك المعلمات اللواتي كأنهن ولدن ليقدن الناس إلى طريق المعرفة والحكمة، ففي الفصل كانت غالباً ما تتحدث عن تجارب عائلتها وخاصة أبناءها الذين كانوا يقفون معها في التظاهرة!

أتذكر واحدة من التجارب التي حدثتنا عنها تدور حول ثقافة اكتشاف العالم بالنسبة لمراهق أنهى دراسته الثانوية، حيث إن الشباب في كثير من عائلات كامبردج - والغرب عموماً - كانوا بعد إنهاء المدرسة العليا وقبل الالتحاق بالجامعة يتزودون بأقل ما يمكنهم من الملابس والمال، يضعون حقائبهم خلف ظهورهم، ويغادرون لاكتشاف العالم حولهم خارج حدود العائلة والقرية والمدينة والأصحاب إلى حيث العالم الكبير بكل اتساعه وتناقضاته وصعوباته وقسوته وجمالياته، فمعرفة كهذه سيحتاجون إليها إذا دخلوا الجامعة وانخرطوا لاحقاً في عمق الحياة!

هذه ثقافة نفتقدها في عالمنا العربي بشكل عام، فنحن الذين نربي أولادنا وفق ثقافة الخوف من كل شيء في الخارج وعدم الثقة به، لا يمكننا - كما لا يمكنهم - أن يحملوا حقائبهم ليغوصوا فيه مدججين بذهنية الخوف وسوء الظن والقلق والنظرة المرتبكة حيال كل شيء، ولذلك فإن مستويات النضج لديهم تبدو قاصرة في أحيان كثيرة، وتأتي متأخرة في أحيان أخرى، خاصة في تعاملهم مع ذواتهم ونظرتهم للجنس الآخر، وللثقافات الأخرى، إن التربية بطريقة اكتشاف العالم بكل سيئاته وحسناته أفضل وأكثر سلامة من التربية بطريقة الحماية المبالغ فيها!

كيف يمكن للشباب أن يعرفوا العالم لو لم يجربوه، لو لم يختلطوا بكل الثقافات والمستويات، لو لم يمروا بتجربة العوز والحاجة والعمل والحرمان والقسوة، بتجربة اكتشاف النوايا وعدم الوقوع في المصائد كطريدة لا حول لها ولا قوة؟ إن اكتشاف العالم بكل تشابكات ظروفه وبشره لا يمكن أن يتوافر عن طريق الكتب والقصص ونصائح الأمهات وإرشادات الآباء، تراكم التجربة يحتاج الدخول في التجربة لا أكثر ولا أقل، ذلك قد يبدو صادماً لهم ولبعض الآباء والأمهات لكن الأبناء يجب أن يشتد عودهم في نهاية الأمر.. الأبناء تحديداً!

من هنا نقول إن السفر بوابة الإنسان لاكتشاف ذاته، قدراته، احتياجاته ورغباته، صلابته وضعفه، وأشياء كثيرة فيه يكشفها السفر والحياة بعيداً عن العائلة الحارسة والداعمة، إن التجربة التي تحدثت عنها المعلمة نوع من السفر، أو التعلم عن طريق السفر وهي تجربة جديرة بالتأمل والتفكير!