أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

التلصص حياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-06-2016


حين طلبت منه إحدى قارئاته نصيحة لأنها معجبة بأدبه ورواياته، كانت نصيحة غوستاف فلوبير لها ثلاث كلمات لا أكثر: «اقرئي لكي تحيي»، من هذه النصيحة انطلق الكاتب دانيال باناك وهو يعد لكتابه (متعة القراءة)، فجاءت النتيجة كتاباً في القراءة والمتعة والحياة، يكشف لنا باناك في كتابه كيف أن القراءة التي يعودنا والدونا عليها ويدربوننا منذ صغرنا على طريقة التعامل معها ومع الكتاب، تتحول إذا نحن آمنا بالكتاب إلى فعل حياة حقيقي!

باناك يؤكد في كتابه أيضاً أن القراءة تحول القارئ إلى شخص آخر يختلف عما كان عليه قبل القراءة، التحول الذي يصيب القارئ يبدأ معه في وقت مبكر جد، عندما يبدأ في تلمس طريقه نحو الكتب وهو صغير جداً، يثير فضوله كل باب مغلق وكل مكان ممنوع عليه دخوله، عندها يتحول الفضول إلى شغف والشغف إلى حالة من التلصص، فيكتشف عالماً مختلفاً وكبيراً جداً ومليئاً بالعجائب، يقول لنفسه (هذا بالضبط ما كنت أبحث عنه)، وفي كل مرة يتسلل فيها ليفتح كتاباً أو قصة يشعر ذلك الطفل بأن عالماً جديداً ينفتح أمام عينيه، فينفصل عن عالمه أو يتمرد عليه ثم يغوص فيه أكثر، يقول باناك، إنه لا يمكن للمرء أن يشفى من هذا التحول الذي تصيبنا به القراءة، كما لا يمكن أن نعود منها سالمين دون أن يصيبنا دوار المعرفة!

حين طلبت مني صديقة لي أيام الدراسة الجامعية، أن أعلمها أبسط طريقة للدخول إلى عالم القراءة والكتب، عرفت بأنه أصابها عارض الإعجاب بقارئ ما، فالقارئ الحقيقي شخص مختلف ومثير للاهتمام والإعجاب، وكثيرون يتمنون أن يكونوا مثله، لقد حاولت أن أمهد لها الطريق إلى الكتاب، حاولت معها بأكثر الطرق بساطة أن تقرأ، فعلت كل ما في وسعي، فكانت النتيجة صفراً في المئة، لم تستطع أن تعبر الصفحة الأولى من أي كتاب، قالت لي إنها لم تجد القراءة ممتعة ولا سهلة، إنها هواية ثقيلة كما قالت، وهذه تحديداً هي المشكلة، فالقراءة ليست هواية أبداً!

حينما ننتمي للقراءة ونصير قراءً فإننا نقرأ كمن يتنفس، أو كمن يعيش كما قال غوستاف فلوبير، »حينها نقرأ كي نعلم من نحن، ولكي نعلم ما يجري في العالم، ونعرف الآخرين بشكل أفضل، ونعلم إلى أين نمضي، وكي نحافظ على ذاكرة الماضي، ونضيء الحاضر، كي نكسب الوقت، ولكي نفرّ من الواقع، كي نبحث عن معنى للحياة، كي نمارس فكرنا بحرية..«، نقرأ لنحيا فعلاً.