أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الفلّوجة.. انتقام إيراني وسط صمت أميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 30-05-2016


ثلاثة من القادة المعروفين لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية ظهروا على الشاشات متوعّدين الفلّوجة، وليس تنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» الموجود في المدينة. وهذا الوعيد الذي لا يميّز بين «داعش» والفلّوجيين أعاد إلى ذاكرة هؤلاء شريط الأحداث التي بدأت أواخر العام 2003، بوضعهم في مواجهة الاحتلال الأميركي ثم في صراع مع الحكومة الممثلة لـ»الاحتلال الإيراني»، وقد انتهت هذه الحكومة إلى تسليم مجمل المحافظات السنّية، تسليم اليد، وخلال ساعات، إلى تنظيم «داعش». واليوم رغم أن الجيش الحكومي هو الذي يقود عملية طرد التنظيم من الفلّوجة، ورغم أن رئيس الوزراء تعهّد لأحزاب السنّة بعدم إشراك «الحشد»، إلا أن الكلمة الإيرانية العليا في بغداد هي التي فرضت نفسها، وما على حيدر العبادي سوى أن يرضخ ويتكيّف مع الواقع الذي يعرفه.
أظهرت الصور قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في «غرفة عمليات الحشد»، والبعض قال إنه يقود المعركة، لكن البيانات الرسمية شدّدت على أن القيادة تتقاسمها حكومة العبادي مع الأميركيين و»تحالف دولي» يقودونه، وأن هذين الجانبين متوافقان على إشراك مجموعات مما سمّي «الحشد العشائري» الذي يضم مقاتلين من أبناء عائلات المنطقة وعشائرها. ثم هاهو نوري المالكي يخرج من جحره ليزور قادة «الحشد» ويبثّ سمومه، فهو يعلم أن الجميع في العراق يحمّله مسؤولية الكارثة التي حصلت منتصف 2014، بعدما رفض طوال عامين معالجة الأزمة السياسية بوسائل قانونية ودستورية وبروح وطنية وتعايشية، لكن جميع رؤساء الأحزاب الشيعية وجدوا مصلحة في هذا الحجّ إلى قيادة «الحشد» غير آبهين بكونهم يساهمون في الشحن والتوتير الطائفيين. والغريب أن أياً منهم لم يحاول أن يدلي بما يغيّر وجهة الخطاب الشيعي، بل كان هناك إصرار على إظهار العداء للفلّوجة نفسها، أي لأهلها، قبل العداء لـ»داعش».
حاولت مصادر رئيس الوزراء عبثاً الإقناع بأن «الحشد» يستخدم «بروباغندا» أكبر بكثير من دوره في المعركة، لكن أهالي القرى الموجودة على أطراف الفلّوجة تحدّثوا عن نهب وحرق وإتلاف زرع وأملاك، فهل الجيش العراقي هو الذي يقوم بهذه الأعمال؟ وفي هذا الحال ما موقف الجانب الأميركي الذي أشرف على إعادة تدريب العسكريين وتأهيلهم. لكن السؤال الأهم الذي طُرح بإلحاح كان «أين الأميركيون؟»، وأين اختفوا وهم شركاء ميدانيون في المعركة، ولماذا لم يُسمع صوتهم كما في مرّات سابقة عندما رفضوا بعناد وثبات تدخّل «الحشد» تجنباً لمشاكل جانبية؟ لم يصدر أي موقف واضح من هذه المسألة التي أثارت ردود فعل عراقية وعربية ساخطة، واكتفى بيانان بالقول أن أميركا وحلفاءها يستهدفون مواقع لـ»داعش» بضربات محدّدة في الفلّوجة والموصل ومناطق أخرى.
لذلك صحّ التساؤل عما إذا كان الأميركيون أنفسهم لا يزالون يبيّتون حقداً على الفلّوجة، أم أنهم يتقبّلون ادعاءات الميليشيات الشيعية بأن في المدينة حاضنة شعبية للتنظيم، رغم أن تسعين في المئة من سكانها غادروا بعد سيطرته عليها. في أي حال هناك غضّ نظر أميركي غير مقبول وغير مبرّر عن تدخّل «الحشد»، ليس فقط لأنه يحرف «تحرير الفلوجة» عن هدفه، ويوظّفه في التأجيج الطائفي، بل الأهم أنه يضاعف التوجسّ من أجندة إيران التي تريد تغيير التركيبة السكانية في الفلّوجة بسبب قربها من بغداد.;