أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

تخيل قصة أخرى لحياتك

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-05-2016


هذه القصة جزء من مشهد الحياة اليومي، أصدرها البرازيلي باولو كويللو عام 2008 في كتاب حمل عنوان (مكتوب أن تتخيل قصة جديدة لحياتك) يبدو العنوان أطول مما ينبغي لكتاب، لكنه ذلك النوع من العناوين التي إن سمعت بها أو قرأتها فلن تنساها، ثم لن يهنأ لك بال حتى تحصل على نسختك وتباشر في قراءتها.

يقول كويللو: يجيء يوم الجمعة فتعود إلى البيت، تحمل معك الصحف التي لم تتمكن من قراءتها على مدى الأسبوع، تدير جهاز التليفزيون دون صوت، تضع شريطاً في آلة التسجيل، تستخدم جهاز الريموت كنترول لتقفز من قناة إلى أخرى وأنت تقلب الصفحات وتستمع إلى الموسيقى.

لا جديد في الصحف، برامج التليفزيون مملة، أما الأسطوانة فقد استمعت إليها قبل ذلك عشرات المرات، زوجتك ترعى شؤون الأطفال، تضحي بأزهي سنوات العمر دون أن تفهم سبباً لذلك، تلتمس أنت عذراً بينك وبين نفسك لتقول: «هكذا الحياة»!

في الحقيقة يؤمن كثيرون بأن الحياة هكذا، قدر لها أن تكون مملة ومكررة وخالية من المعنى، سوى ذلك المعنى القدري الذي لا نعرفه لأنه من علم الله، ولو أننا خلقنا لنعيش الحياة هكذا خالية من المعنى والفكرة والعمق، فما الفرق بيننا وبين قطيع الماعز إذن؟ ما الفرق بيننا وبين الاسطوانة وجهاز التحكم عن بعد؟ لماذا يستسلم البعض لهذه الفكرة السقيمة؟ ما الذي يريح البعض في الملل والعجز والتكرار والبلادة؟ هل هناك ما يريح في البلادة أصلاً؟

لا، الحياة ليست هكذا أبداً، هكذا يصرخ كويللو في أبطال قصصه، وحين يحس أن أحدهم استدار نحوه مصوباً له نظرة تساؤل بحثاً عن جواب لسؤال أزلي قديم: كيف يجب أن تكون الحياة؟ يفاجئه كويللو بأن لا أحد مجبر أو مدعو لأن يكتب قصة حياة رجل آخر، أو يغيرها أو يجعلها أكثر إنسانية وقبولًا، فكل إنسان مكتوب عليه أن يتخيل قصة جديدة لحياته بالطريقة التي يريدها ومن ثم يبدأ في تنفيذ فكرته المتخيلة عن الحياة التي تليق به!

يدفعنا الكاتب الحكيم لأن ننفض البلادة عن ذاكرتنا، وأن نكسر هذا الحاجز الوهمي الذي نمعن كل يوم في ترميمه وتلوينه وتعليق اللوحات والكلمات الحكيمة عليه، هذا الجدار ليس سوى جبل الأعذار الذي راكمناه طيلة العمر كي يقف أمامنا اليوم، ولكي لا يذكرنا بعجزنا واستسلامنا وجبننا أحياناً فإننا نقوم بتلوينه ووضع الكثير من كلمات الصبر والقبول بالقضاء والقدر عليه، حيلة نفسية كي لا نواجه أنفسنا وكي نمعن في البلادة!

حاول أن تتذكر أين ضيعت حماستك؟ متى ضيعتها بالضبط؟ ما الذي حدث يومها بالضبط كي تضع حماستك جانباً وتدرك أنك لست كفؤاً لمناطحة جبل أو تحدي أي ظرف؟ ينصح كويللو كل الرجال بأن يأخذوا زوجاتهم وأطفالهم ويبحثوا عن تلك الحماسة التي أضاعوها فربما يعثرون عليها ثانية قبل أن يضيع العمر!