أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

المخرج من إشكالية الرأسين

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 08-05-2016


قراررئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بعدم ترشحه لرئاسة الحزب في المؤتمر العام الاستثنائي الذي سيُعقد في 22 من الشهر الجاري، جاء بعد لقاء جمعه قبل يوم مع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي، ما دفع الجميع إلى التفكير بأن داود أوغلو يتنحى من منصبه بسبب ضغوط أردوغان.
من المؤكد أن المتابعين للشأن التركي سيسمعون أو يقرؤون تحليلات مختلفة، وسيقول أحد إن أردوغان أخطأ، فيما يذهب آخر إلى أن داود أوغلو كان هو المخطئ.
وفي اعتقادي، أن لب المشكلة يكمن في النظام السياسي الحالي وتداخل الصلاحيات، بالإضافة إلى السمات الأساسية التي يتمتع بها شخصية كل من أردوغان وداود أوغلو. وأما ما يقال غير ذلك من الخلافات فكلها تفاصيل كان بإمكان أردوغان وداود أوغلو أن يتجاوزاها لو كانت الظروف مختلفة.
أردوغان شخصية سياسية من نوع فريد، وزعيم قل نظيره، وقاد تركيا منذ أكثر من عشر سنوات من نجاح إلى آخر، ورئيس منتخب حصل على حوالي 52 بالمائة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت لأول مرة في البلاد. وحين تولى رئاسة الجمهورية، أعلن أنه لن يكون كالرؤساء السابقين، وقال إنه سيستخدم جميع الصلاحيات التي يمنحها الدستور لرئيس الجمهورية، مؤكدا أنه كرئيس منتخب شعبيا سيواصل الإشراف على رسم مسار البلاد وتحديد سياساتها.
وأما داود أوغلو، فيتمتع هو الآخر بشخصية كاريزمية، وإن لم تكن تجربته في المعترك السياسي أوسع من تجربة أردوغان، وغلب على آرائه التفاؤل والتنظير الأكاديمي والثقة بالنفس، إلا أنه نجح في التأقلم مع المناصب السياسية التي تولاها، بذل لخدمة بلاده جهدا منقطع النظير. ومهما حاول خلال رئاسته لمجلس الوزراء أن يبقى في توافق مع أردوغان، إلا أن شخصيته لم تكن تقبل غير التحرك بكل حرية واستقلالية في إطار صلاحياته.
هناك عوامل خارجية لعبت دورا في تدهور الأمور إلى وضعها الحالي، ولعل أبرز تلك العوامل المستشارون والسياسيون والإعلاميون المقربون من أردوغان أو داود أوغلو. فهؤلاء كل واحد منهم حساباته وأحلامه ومصالحه المرتبطة مع هذا الزعيم أو ذاك، إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير، وفقا لكواليس أنقرة، كانت محاولة الأوروبيين والأميركيين فتح قنوات للتواصل مع داود أوغلو بعيدا عن أردوغان لتصفية رئيس الجمهورية عمليا.
النظام السياسي المطبَّق حاليا في تركيا من أهم أسباب تداخل الصلاحيات والتصادم بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، لأن تركيا في النظام الحالي ذات رئيسين منتخبين من قبل الشعب، ولكل واحد منهما أهدافه وطريقته الخاصة به في إدارة شؤون البلاد. والمخرج من هذه الإشكالية إما التراجع عن انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب ليتم انتخابه في البرلمان ويظل منصبه شرفيا، أو الانتقال في أقرب وقت ممكن إلى النظام الرئاسي ليكون الرئيس المنتخب شعبيا هو المسؤول الوحيد عن رسم مسار تركيا وتحديد سياساتها.