أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الترجمة.. ميراث المعرفة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-05-2016


أتأمل صورة قديمة التقطتها يوم كنت في مدينة اسطنبول منذ عدة سنوات، وكنت أتجول في منطقة تستظل من أعلاها بمسجد أثري قديم، هو واحد من آثار أحد السلاطين العثمانيين، بينما تنفتح على البسفور بشكل غاية في الجمال والدفء، وقبل أن تشارف الرصيف لتلامس نسيم المضيق وتواجه الجسر المضيء بأنواره الزرقاء ليلاً، لابد لك من أن تعبر ساحة تنتظم على أحد جوانبها دكاكين صغيرة لا تبيع شيئاً سوى الكتب، الكتب القديمة والصفراء جداً، ورجل يستقر في عمق الدكان الصغير ينحني على أحدها يطالع أو يقرأ أو يبحث، هذه الصورة تثير ذاكرة الكتب المترجمة والكتب القديمة لدي، فكلما مررت بهذه الدكاكين تمنيت لو أقف لأشتري، لكن اللغة كانت العائق دائماً «معظمها مكتوب بالتركية»!

اختصاراً، فإن الترجمة واحدة من منجزات العقل الإنساني والحضارة البشرية، فلولا الترجمة ما تعارفت الإنسانية وما تواصلت الحضارات، وما صارت العلوم والمعارف والفلسفات سلسلة متصلة كجينات الوراثة التي تنتقل بالدم من جيل إلى جيل، ناقلة السمات والصفات وكل التمايزات، إن سلسال البشرية محفوظ بالمعرفة ومنقول بالترجمة، ومن هنا تأتي خطورة الترجمة وضرورتها وأهميتها!

لدينا في الإمارات مشروعان وطنيان رائدان للترجمة. مشروع «كلمة» ومشروع «مؤسسة محمد بن راشد»، وهما شكلان حضاريان بامتياز يستعيدان مكتبة دار الحكمة التي أنشأها الخليفة المأمون بن هارون الرشيد في بغداد لتكون واحدة من أكبر مراكز التنوير في العالم آنذاك، فقد امتلأت بخيرة المترجمين من كل اللغات والديانات، هؤلاء هم الذين نقلوا تراث اليونان والفرس والهند فعرف العرب علوم الفلسفة والمنطق وسائر العلوم، اليوم هناك عدة مشاريع عربية قومية للترجمة في العالم العربي، لكنها بحاجة للمزيد من الدعم الإعلامي والتعزيز الشعبي والترويج والتسويق، فما يبذل على هذه المشاريع كبير جداً.

في أكثر من جناح في معرض أبوظبي الدولي وجدت كتاباً واحداً وترجمات مختلفة، لكن ترجمة واحدة هي المثلى من بينها، تلك الترجمة لم تكن قانونية كما قيل، أما الترجمات المرخصة فلم تكن بالجودة نفسها، وهنا ينفتح مجدداً موضوع الترجمة وجودتها ومهارة المترجم في نقل النص بحرفية مع إمكانية خلق نص جميل مواز للنص الأصلي ينتجه المترجم، مع الحفاظ على الروح والمعنى الأصلي وعدم الإخلال بهما، وهنا فإننا نتحدث عن جودة المنتج وحرفية المترجم ومهارته الأدبية وحساسيته اللغوية حين ينقل نصاً أو كتاباً من لغة إلى لغة عبر مفردات أخرى، وهذا ما يتم التلاعب والمتاجرة والتحايل عليه والاستهتار به للأسف هذه الأيام، بمساعدة التقنيات الحديثة لأغراض مادية لا أكثر!