أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

العرب في مناهج إيران التعليمية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 29-04-2016


إلى جانب السياسات العدوانية ذات الجذور التاريخية العميقة من الكراهية للعرب، والتي جعلتها إيران نهجاً ثابتاً ومستمراً منذ الدولة الصفوية، حرصت إيران دائماً على تمييز نفسها عن العرب والإسلام السني، النهج الذي بلغ ذروته مع ملحمة الفردوسي الشهيرة «الشاهنامة»، التي كرس أغلب أبياتها لشتم العرب وتمجيد الفرس. وهي كراهية تكرسها أيضاً سياسة إيران التعليمية الحالية، والتي تمارس من خلالها أكبر عملية تضليل وتزوير وتشويه منظمة للحقائق الخاصة بالعرب، ضمن أهداف ثورة الخميني ذات النزعة الاستعلائية التوسعية، حيث يتخرج الطالب الإيراني مشحوناً ضد العرب، لا يعرف عنهم سوى أنهم أعداء وغزاة. وقد بينت الدراسات ذات الصلة أن مناهج التعليم الإيرانية، وبدلاً من أن تعلم الطالب قيم الحوار والتعايش وحسن الجوار، تجعله يتبنى موقفاً عدائياً من العرب، كما تسعى لطمس التاريخ العربي ومعالم الشخصية العربية، ولترسيخ ثقافة الحقد في عقل الطالب الإيراني تجاه العرب. ومن ذلك ما خلصت إليه نتائج دراسة قام بها رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية الدكتور نبيل العتوم، تحت عنوان «صورة العرب في الكتب الإيرانية.. دراسة استقصائية علمية». وشملت الدراسة تحليل كتب المناهج في المراحل المختلفة للتعليم الرسمي. ويتضح أن هذه المناهج وضعت لترسيخ المخططات الإيرانية الصفوية في المنطقة، والرامية لطمس هوية الإنسان العربي، والعمل على خلق وإدامة حالة الصراع بين الطرفين. وتبعاً للدراسة فإن هذه المناهج تصنف العرب على أنهم قبائل همجية، وقُطاع طرق، يحتقرون المرأة، ويتصفون بالكذب، ولا يملكون أياً من مقومات الحضارة. وبالمقابل تصور الفرس من منظور التفوق العرقي على أنهم «شعب آري نقي الدم»، استطاع بهمته وطموحه تأسيس حضارة رائدة والتفوق على غيره من الشعوب المحيطة، والتفرد بريادته وتقدمه وتطوره.

وبطبيعة الحال فإن هذه المناهج لا تسعى لخلق حالة من التعاون أو التعايش بين العرب والإيرانيين، بل لخلق حالة من التعبئة ضد العربي وزرع صورة سلبية حوله في ذهن الطالب الإيراني، عبر إظهاره بلباس رث كحدّاد أو كراعي أغنام، أو كشخص جبان وضيق الأفق ومشوش الشكل والفكر ومتآمر على آل البيت!

بل أكثر من ذلك فإن هذه المناهج تضع الطالب في حالة مفاضلة من خلال البعد المذهبي، كما تضع الكعبة المشرفة مقابل النجف، وتصور الفرس على أنهم حمام الاستقرار والهدوء والسلام والأمن في المنطقة، أما العرب فتصورهم كمخربين يسعون لتكريس الفوضى وعدم الاستقرار.

وعن دور العرب في التاريخ الإسلامي، فإن المناهج الإيرانية تصوره على أنه دور ثانوي ليس ذي صلة واصلة بهذا التاريخ، وذلك بتجاهل أي ذكر للعرب في مجريات الدعوة الإسلامية، وتصوير الفتوحات الإسلامية على أنها احتلال وهجمة عسكرية، والقول بأن الفاتحين العرب كانوا مجرد غزاة طامعين!

وكما تقوم هذه المناهج على خلط للحقائق التاريخية والجغرافية بالأساطير والأهداف الفارسية، فهي تعكس روحاً توسعية واضحة، إذ تصر على استخدام تسمية «الخليج الفارسي»، وعلى ما تعتبره «حقوقاً تاريخية» لإيران في الجوار الجغرافي تجب استعادتها للوطن الأم!

وحسب دراسة الدكتور نبيل العتوم، فإن المناهج الإيرانية تسعى لإيجاد أطر إقليمية بديلة للإطار العربي، حيث تحاول كتب الجغرافيا تأسيس مثل هذه الذهنية، بتغييب الإطار العربي وطمس هويته وإدخال هوية إقليمية جديدة باسم «الشرق الأوسط الجديد»، والذي كان أول من تحدث عنه شيمون بيريز في كتابه الصادر بنفس العنوان.